سأل جماعة عن كيفية زكاة زيتون تم عصره، وقد سُقي مرّات بالمطر، ومرّات أخرى بالصهاريج؟
الجواب:
يخرجون الزكاة من الزيت الذي تم عصره إذا بلغ حبه نصابا، والمشهور في المذهب إخراج زكاته زيتا، وقيل: حبا، وقيل: يُخيّر[1].
وإذا باعوه أخرجوا الزكاة من ثمنه، جاء في الرسالة: (فَإِنْ بَاعَ ذَلِكَ أَجْزَأَهُ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ ثَمَنِهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ).
ونصاب الزيتون خمسة أو سق، والوسق ستون صاعا، والصاع أربعة أمداد، والمد ملء اليدين المتوسطتين، ويُقدر نصاب الزيتون بالأوزان العصرية بـ(615) كلغ تقريبا، وقيل: أكثر، وقيل: أقل[2].
والمقدار الواجب إخراجه العشر[10%] إن سقى بالمطر، ونصف العشر[5%] إن سقى بالآلات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ وَالْبَعْلُ ؛ الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ[3].
أما إذا كان الزيتون سقي بهما معا كما في السؤال فقولان في المذهب:
1- قيل: الحكم للغالب منهما، فإن كانت مدة السقي بالمطر أكثر أخرج العشر عن الكل، وإن كانت مدة السقي بالآلة أكثر أخرج عنه نصف العشر.
2- وقيل : بل يقسم الخارج نصفين، نصف فيه العشر ونصف فيه نصف العشر، سواء استوى السقي بكل منهما في الزمن أو في عدد السقيات أم لا[4]
وكلا القولين مشهور في مذهب مالك [5].
وإليهما أشار سيدي خليل بقوله: (وَإِنْ سُقِيَ بِهِمَا فَعَلَى حُكْمَيْهِمَا، وَهَلْ يَغْلِبُ الْأَكْثَرُ؟ خِلَافٌ)[6].
ولا يُخصم شيء من المصاريف، كأجرة جني الزيتون وعصره.. فلو حصل على 1000 لتر، وأنفق عليها قيمة 200 لتر مثلا، فإنه يزكي عن 1000 لتر، لا عن 800 لتر.
والله أعلم
الهوامش
1- الذخيرة للقرافي /89/3
2- يُنظر:
- الفقه المالكي وأدلته للحبيب بن طاهر27/2
- العلوم الفقهية الإسلامية من خلال الأحاديث النبوية. لعبد الرحمن طالب ج3
3- رواه مالك في موطئه رقم 928/ 289
4- انظر: بلغة السالك لأقرب المسالك 612/1
5- انظر: شرح مختصر خليل للخرشي2 / 170. ومواهب الجليل في شرح مختصر خليل للحطاب 2 / 282.
6- مصطلح [خلاف] يشير به سيدي خليل إلى أن فقهاء المذهب اختلفوا في التشهير، كأن يشهر بعضه قولا، ويشهر بعضهم قولا آخر في مقابله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق