......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الأربعاء، 1 فبراير 2023

حكم إطعام الطعام في المآتم

 سأل سائل عن حكم ما يفعله الناس من إطعام الطعام في المآتم؟

والجواب
هذه المسألة تطرق إليها شراح مختصر سيدي خليل عند شرحهم لقوله:
[وَتَهْيِئَةُ طَعَامٍ لِأَهْلِهِ]هـ
أَيْ ونُدِبَ إعداد طعام لأهل الْمَيِّتِ، فالمطلوب شرعا أن يقوم الجيران والأقارب والأصدقاء وعامة المؤمنين بإعداد الطعام لأهل الميت وكذا للوافدين لتعزيتهم، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
"اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ مَا شَغَلَهُمْ".
ويستثنى من ذلك إذا كان أهل الميت قد اجتمعوا للنياحة فلا يشرع إعداد الطعام لهم، إذ لا تجوز الإعانة على منكر.
أما أن يقوم أهل الميت بإعداد الطعام ففيه تفصيل:
1- يكره إعداده وجمع الناس عليه لا سيما إذا قصدوا بذلك الفخر والمباهاة، وفي هذا الصدد
قال الحطاب:
"أَمَّا إصْلَاحُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا وَجَمْعُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَقَدْ كَرِهَهُ جَمَاعَةٌ وَعَدُّوهُ مِنْ الْبِدَعِ".
وقال الدسوقي :
"وَأَمَّا جَمْعُ النَّاسِ عَلَى طَعَامِ بَيْتِ الْمَيِّتِ فَبِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ ".
وقال عليش:
"وَأَمَّا الِاجْتِمَاعُ عَلَى طَعَامِ بَيْتِ الْمَيِّتِ فَبِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ".
وعلة الكراهة:
- لأنه أمر محدث لم يفعله السلف،
- ولأنه مدعاة للرياء والمباهاة،
- ولأنه قد يفضي إلى التكلف والمشقة.
2- يجوز إذا كان إعداد الطعام بقصد الصدقة على الميت، واختير للدعوة إليه من هم أهل لذلك من الفقراء وكذا طلبة القرءان العظيم، قال الحطاب:
"وَأَمَّا مَا يَذْبَحُهُ الْإِنْسَانُ فِي بَيْتِهِ وَيُطْعِمُهُ لِلْفُقَرَاءِ صَدَقَةً عَلَى الْمَيِّتِ فَلَا بَأْسَ بِهِ إذَا لَمْ يَقْصِدْ بِهِ رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَلَا مُفَاخَرَةً وَلَمْ يَجْمَعْ عَلَيْهِ النَّاسَ".
والمتأمل في مدلول عبارات فقهاء المذهب المتقدمة حول الكراهة يدرك أن محل الكراهة هو أن يعد أهل الميت طعاما ويدعوا الناس إليه كما تقدم،
فهذا مفهوم عبارة: [جَمْعُ النَّاسِ]. في نصي الحطاب والدسوقي،
وكذا عبارة: [الِاجْتِمَاعُ]. في نص عليش.
ومما يلحق بالجواز أيضا - بل هو من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعراف- إعداد الطعام للمعزين الوافدين من بعيد إذا لم يقم الجيران بهذه المهمة.
والله أعلم

هناك تعليق واحد:

  1. جزاكم الله خيرا شيخنا العيد على هذا البيان والتوضيح

    ردحذف