......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 6 مايو 2022

الاتعاظ بمضي رمضان وأحوال المؤمنين بعده

 الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول بلا بداية وهو الآخر بلا نهاية، وهو الظاهر فما فوقه أحد، وهو الباطن فما دونه أحد، وهو الحي الذي لا يموت والخلق كلهم يموتون، وهو القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره؛ فلولاه ما قام شيء في هذا الكون.

سبحانه لا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون، إذ [ليس كمثله شيء وهو السميع البصير].  

ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأمته أفضل الأمم.

أما بعــــد :

أيها الإخوة الكرام:

لقد رحل عنا شهر رمضان الكريم، وانقضت أيامه بسرعة مذهلة، كما قال الشاعر الحكيم:

لهفي على شهر الصيام الفاضل *** ولى و أصبـــــح كالخيال الحائل

ولى ســــــريعا و انقضى فكأنه *** أحــــلام نوم أو كضــــــوء زائل

وتلك سنة الله في خلقه، التي اقتضت أن لكل بداية نهاية، وأن دوام الحال من المحال، وأن كل شيء لا محالة زائل..

وإن في ذلك لعبرةً لكل غافل، فكما انقضت أيام رمضان بهذه السرعة المذهلة، كذلك ستنقضي أعمارنا .. بل وكذلك ستنقضي الدنيا كلها، وقد قال ربنا جل جلاله: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".

فما من شهر يمر من دنيانا .. وما من يوم ينقضي من أعمارنا .. إلا وهو يقربنا من نهاية حياتنا الدنيوية، وبداية حياتنا الأبدية، وقد روي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال:  "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة".

فشهر رمضان الذي انقضى هذه السنة لن يعود إلى يوم القيامة، بل سيأتي رمضان آخر، قد ندركه وقد لا ندركه، "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا".

وإذا عرفنا هذه الحقيقة فينبغي أن لا نركن إلى هذه الدنيا ونطمئن بها؛ لئلا نتشبه بمن قال فيهم:  "إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

وأكثر الناس غفلةً وأشدهم حسرةً يوم القيامة، أولائك الذين يؤثرون الفاني على الباقي، ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير. "بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى".
وإذا علمنا أن الدنيا فانية وأن الآخرة باقية، فكيف نترك الاستعداد لدار الخلود والأفراح والنعيم المقيم..
ثم ننهمك في هذه الدنيا المائجة بالفتن، المليئة بالآفات ولأسقام، ونجعلها أكبر همنا،
فإن كل ما نراه اليوم في واقع حياتنا من تخاصم وتباغض وقطع للأرحام ، ومن ترك للصلوات وهجر للقرآن، ومن عزوف عن طلب العلم وازدراء بأهله .. كل ذلك سببه الدنيا، التي قال فيها الحق تبارك وتعالى: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ".

ولله در الإمام الشافعي إذ يقوله:

 وَمَن يَذُقِ الدُنـــيا فَإِنّي طَعَمتُها ** وَسيـــــقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها

فَلَـــم أَرَها إِلّا غُـــروراً وَباطِــلاً ** كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَما هِيَ إِلّا جِيَــفَةٌ مُستَحيـــلَــةٌ ** علَيها كِـــــلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلـــماً لِأَهلِها ** وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِـــــلابُها

فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها ** مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجــابُها

أيها الإخوة الأكارم:

لا شك أن المؤمنين الصداقين قد ساءهم ختام رمضان وتمامه؛ لما تذوقوا فيه من حلاوة الإيمان، ولذة مناجاة ذي الجلال والإكرام، ولما ألفوا فيه من الخيرات والبركات والرحمات...

 وليس من شيم المؤمنين الصادقين أن يهجروا الطاعات، ويتركوا عمل الصالحات وفعل الخيرات، بمجرد غروب آخر شمس من رمضان، فذلك إنما هو ديدن الخاسرين الذين استحوذ عليهم الشيطان الرجيم، وفيهم وفي أشباههم قال الحق تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ".

أما المؤمنون الصادقون فهم كما وصفهم ربهم جل جلاله:

" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".

فالعهد مع الله هوأعظم العهود وأولاها بالوفاء،.ومعاهدة المؤمن لربه تبدأ من حين شهادته بشهادة الحق، فإذا شهدت أن لا إله إلا الله فقد عاهدت ربك على أن تؤمن به وتستقيم على منهجه كما أمرك، وإذا عاهدته وجب عليك أن توفي بعهده، ومن الوفاء بعهده: أن تحقق عبوديتك لله تعالى، وتستمر عليها في سائر أحوالك وأوقاتك كما طلب منك جل ثناؤه: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ". "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ".

أما إذا توليت عن عبادته، وانسلخت من طاعته بعد رمضان، فكأنك نقضت عهدك معه جل جلاله، ونقض العهد مع الله مسلك مفض إلى النفاق والعياذ بالله؛ لقوله تعالى: "فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ".   

وبناء على ذلك فإن المؤمنين الصادقين لا يبدلون بعد رمضان تبديلا، بل هم بعده بين حالتين:

الحالة الأولى:

الاستمرار في الطاعة والمداومة على عمل الصالحات وفعل الخيرات،  من محافظة على الصلوات، وتلاوة للقرآن الكريم، ومن صيام وقيام، فالله تعالى لم يطلب من المؤمنين الاستقامة في رمضان فقط ، وإنما اصطفى لهم رمضان كزمن يتدربون فيه على الاستقامة، ويتذوقون فيه حلاوتها؛ لتشيع بعد ذلك في حياتهم كلها.

والمؤمنون لا يعبدون رمضان، وإنما يعبدون الواحد الديان ، الموجود في كل زمان وكل مكان.

وأبواب الخيرات لا تنغلق بانقضاء رمضان، وما شرع لنا الشارع  الحكيم صلاة العيد، وندبنا فيه إلى التكبير والتهليل، وأمرنا فيه بالتغافر والتزاور وصلة الإرحام،  ورغبنا في صيام ست من شوال .. إلا لنفرغ من طاعة فنشرع في طاعات أخرى، فنحقق بذلك مقصد الاستمرار في العبودية، المشار إليه في قوله تعالى: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ". وقال تعالى مخاطبا نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام: "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ". أي إذا فرغت من عمل فاشرع في عمل آخر، قال الفقيه الأصولي المفسر الطاهر بن عاشور التونسي المالكي:"فَالْمَعْنَى : إِذَا أَتْمَمْتَ عَمَلًا مِنْ مَهَامِّ الْأَعْمَالِ فَأَقْبِلْ عَلَى عَمَلٍ آخَرَ، بِحَيْثُ يَعْمُرُ أَوْقَاتَهُ كلَّهَا بِالْأَعْمَالِ الْعَظِيمَةِ".

ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام حينما رجع من إحدى غزواته: "رَجَعْنَا مِنَ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ".

وخروجنا من رمضان، يعتبر خروجا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر.

فالصيام لم ينته بانتهاء رمضان، فأمامك صيام ست من شوال، وصيام عاشوراء وعرفة، وذي الحجة ومحرم، وصيام الاثنين والخميس .. وفي الحديث: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".

فقوله :[يوما] نكرة؛ فيشمل صيام أي يوم من أيام الدهر.

وقيام الليل لم ينته هو الآخر بانتهاء رمضان، فقد قال تعالى في وصف عباد الرحمن : "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا".

وفي الحديث: "رحِمَ اللَّه رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فصلىَّ وأيْقَظَ امرأَتهُ، فإنْ أَبَتْ نَضحَ في وجْهِهَا الماءَ، رَحِمَ اللَّهُ امَرَأَةً قَامت مِن اللَّيْلِ فَصلَّتْ، وأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فإِن أَبي نَضَحَتْ فِي وجْهِهِ الماءَ".

 وكل ذلك عام في رمضان وفي غير رمضان.

وأوقات استجابة الدعاء لم تنته أيضا بانتهاء رمضان ؛  فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي؟ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي؟ فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي؟ فَأُعْطِيَهُ".

وقال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ فِيَ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ وَآتَاهُ ".

 وهي أيضا مخفية كليلة القدر؛ ليجتهد المؤمنون في التماسها.

والخلاصة – أيها الإخوة الكرام – أن أبواب الخير مفتحة في سائر الأزمان، ولهذا فمن الخطأ الجسيم أن نجتهد في الطاعة في رمضان، ثم نرتد على أعقابنا بعد رمضان، وننقض ما عملنا فيه من أعمال ، فنكون كالتي نقضت غزلها ، التي نهانا القرآن أن نكون مثلها، فقال تعالى : "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ".

والتي نقضت غزلها هي امرأة مجنونة في مكة،  كانت تقوم بالغزل في الصباح حتى إذا احكمته وأتقنته، عادت عليه في المساء فنقضته كله !؟ وهذا حال من يقبل على الطاعة في رمضان، ثم ينسلخ عنها بعد رمضان، وهو سلوك مخالف  لهدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان "إذا عمل عملا أثبته". أي داوم عليه.

ومن القواعد الشرعية المقاصدية :[قليل دائم خير من كثير منقطع]. وهي قاعدة مأخوذة من الحديث النبوي: " أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ".

الحالة الثانية:

أما الحالة لثانية للمؤمنين بعد رمضان فهي الخوف والشفقة من عدم القبول، على نحو قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ".

فقد سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المعنيين بهذه الآية، هل هم الذين يزنون ويشربون الخمر ويسرقون؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، ويخافون ألا يُتقبل منهم".

فالقبول أمر مخفي لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد قال ابن عطاء الله السكندري قدس الله سره: "ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول".

وإنما أخفى الله القُبول؛ لتبقى القلوب على وجل، وأبقى باب التوبة مفتوحا؛ ليبقى الانسان على أمل.

ولأجل ذلك قال الإمام علي كرم الله وجهه: "كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل؛ ألم تسمعوا قوله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)".

وكان السلف رضي الله عنهم يدعون الله بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبله الله منهم، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يبلغهم إياه.

وهكذا ينبغي أن يكون المؤمنون الصادقون في سائر الأزمان، يتضرعون إلى الله تعالى ويرجونه ويسألونه قبول صيامهم وقيامهم وصدقاتهم وسائر أعمالهم ..

فإن المؤمن الفقيه في أمر  دينه لا يرضى بطاعته، ولا يغتر بعبادته مهما عظم شأنها، لأنه يعلم أنه مهما أتقنها وأحسن أداءها، فلن ترتقي إلى الوجه الأكمل اللائق بمقام ذي الجلال والإكرام، فلا يرضى بطاعته إلا جاهل بنفسه وآفاتها، ولا يدعي الكمال في الطاعة إلا جاهل بمقام ربه.

ولذلك قال ولي الله الهروي صاحب منازل السائرين:

اعرف أن كل طاعة رضيتها منك فهي عليك، وكلَّ معصية عيرت بها أخاك فهي إليك ."

فقوله : "فهي عليك" أي تكون حسرة و وبالا عليك؛ لأن الرضا بالطاعة يؤدي إلى العجب والاستعلاء،  وقد قال الله تعالى: "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى". وقال النبي صلى الله عليه وسلم:ثلاث مهلكات شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".

وليس معنى ذلك – أيها السادة الكرام - أن المؤمن لا يفرح بالتوفيق لطاعة  مولاه،  التي يترتب عليها رضاه وثوابه جل جلاله، والتي يدخل بها في ديوان الصالحين، وقد قال الله تعالى:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ". وورد في الحديث: "من عمل حسنة فسر بها، وعمل سيئة فساءته، فهو مؤمن". 

   فالفرح بالطاعة أمر ممدوح ، أما الرضا بها والاغترار بها والعجب بها فهو مذموم كما بينا. 

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجعلني الله وإياكم من المؤمنين الصادقين، الموفين بعهدهم مع رب العالمين، ورزقني وإياكم القبول، ونفعني الله وإياكم بما سمعنا من نصح وتذكير، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الميامين، وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك سيدنا الشيخ

    ردحذف
  2. الله في كل زمان ومكان!!!
    الله يهديك

    ردحذف
  3. زادكم الله من فضله وكرمه سيدي

    ردحذف