......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الاثنين، 18 أبريل 2022

من له تهجد بآخر الليل، هل يوتر مع الإمام في صلاة التراويح؟ أم يؤخر الوتر إلى آخر تهجده؟

 اختُلف فيمن كان له تهجد بآخر الليل، هل يوتر مع الإمام في صلاة التراويح؟ أم يؤخر الوتر إلى آخر تهجده؟

نص على هذا الخلاف المازري المالكي في [شرح التلقين 1 / 780] وخلاصته:
1- قيل: الأفضل أن يوتر مع الإمام؛ عملا بحديث : "إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته".
2- قال بعض أهل العلم الأفضل أن لا يوتر مع الإمام في صلاة التراويح؛ ليكون آخر صلاته وترا؛ عملا بحديث: "اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً".
وقد نص الزُّرقاني وغيره على رجحان القول الثاني[شرح الزُّرقاني على مختصر خليل1/ 499].
أما الحديث الأول فيعتريه احتمالان:
الاحتمال الأول: نص ابن عبد البر في [الاستذكار2 / 72 ]على أنه محمول عند أكثر العلماء على صلاة الفريضة، بدليل حديث: "صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ".
ومعنى هذا أنه إذا كانت صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في المسجد إلا الفريضة، فإنه يتعين حمل حديث القيام مع الإمام حتى ينصرف على الفريضة جمعا بين الروايتين.
والاحتمال الثاني: أنه على فرض حمله على صلاة التطوع كما مال إلى ذلك كثير من العلماء خلافا لما ذكره ابن عبد البر ، فإنه يُحمل - والله أعلم - على من لم تكن له نية في التهجد بآخر الليل، وهو المفهوم من كلام أئمة المذهب المالكي، حيث اعتبروا من [قصد أولًا أن يوتر ثم يتنفل فإنه يكون مخالفًا للسُّنة].[يُنظر: تحبير المختصر لبهرام1/ 396وجواهرالدرر للتتائي1 / 293].
يقصدون مخالفته لحديث : "اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً".
ومن خلال ما تقدم وإعمالا لقاعدة : الجمع بينن الدليلين أولى من إهمال أحدهما يمكن أن نستخلص ما يلي:
1- أن من كانت له نية ابتداء في التهجد بآخر الليل فالأفضل أن لا يوتر مع الإمام في صلاة التراويح؛ ليجعل آخر صلاته من الليل وترا عملا بالسنة.
2- ومن لم تكن له نية في ذلك فالأفضل أن يوتر مع الإمام؛ ليكتب له قيام بقية ليلته، فإن طرأت له نية في التنفل بعد أن أوتر مع الإمام فليصل ما كُتب له ولا يعيد الوتر؛
* تقديما للنهي المأخوذ من حديث : "لا وتران في ليلة". على الأمر في حديث: "اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً". لأن اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائه بالمأمورات.
* أو تخصيصا لعموم الحديث الثاني بالحديث الأول جمعًا بين الروايتين.
والله تعالى أعلى وأعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق