فصل: وجب حجر صحي توقيا من كورونة وحفظا للنفس من عدوى مظنونة
وما لا يتم واجب إلا به فهو واجب ولا يخرج محجور عليه في ليل إلا لضروةٍ وفي نهارٍ
إلا لحاجةٍ وليخرجْ مردِّدًا للأذكارِ مبتعدا عن العباد مكتفيا بإلقاء السلام من
بعيد مذكرا لمن لقيه بالتوبة والوقاية متجنبا ملامسةَ الأبواب وعيْنَيْهِ وأنفِهِ
معتقدا أنه لن يصيبَه إلا ما كُتب له.
وليعجلْ
بالعودة إلى البيت فإن دخله فلا يقتربْ من أهله حتى يمضي إلى الحمام فيغسلَ يديه
بماء وغسول مع المبالغة في التدليك ثم وجهَهَ كذلك وليبالغْ في الاستنثار والغرغرة
ثم يشرب كوبا من الماء معتقدا وجوبَ الأخذ بالأسباب وعدم تأثيرها بنفسها بل بإرادة
الله مستحضرا قوله تعالى "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا
كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ
يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"هـ
فصل: ويجب الحفاظ على الصلوات الخمس فمؤخرها بلا عذرعن وقتها
الاختياري مُشْفٍ على العطب، وسُن أداؤها في جماعة مع أهله وليكن الذكر البالغ عن
يمينه والاثنان فصاعدا خلفه وكالبالغ الصبي العاقل والإناث ولو واحدة خلف الصفوف
مطلقا.
ونُدب استغلالُ
فترة الحجر في تعليم أهله وأولاده القرآن وتلاوته ومدارسته فإنه يطفئ غضب الرب
ويجلب البركة في الأرازق ويبعث الطمأنينة في القلوب ويطرد الشياطين ويدفع عن أهل
البيت الأذى، وكونُه في خدمة أهله تأسيا بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم،
وحِرصُ أهل البيت على نظافته وتعقيمه بمطهر وتهيئته ورشه بمعطر فذلك أروح للنفس
وأقر للعين وأدعى للقر فيه.
وكُرِهَ تدقيقُ
نظر في أخطاء زوجته كأولاده وليتغافلْ عما لا يشتهي ويتحملْ غوغاء صبيته، وتطويلُ
صلاة ووعظ وتعليم لكونه مدعاة للسآمة ولكن ساعة وساعة، ولا بأس بالترويح على النفس
كمشاهدة أفلام محترمة ورسوم نزيهة من غير إدمان.
فصل: وجب
تضامنٌ وتكافلٌ بين الأهالي كلٌّ حسب قدرته والغني مَكَلَّفٌ بما لا يُكَلَّفُ به
الفقيرُ ومن فرج على أخيه كربة من كُرَبِ الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة
ومن سعى في حاجة أخيه سعى الله في حاجته وصنائع المعروف تقي من خزي الدنيا والآخرة.
ولْيبحثْ عن
المحتاجين ولا ينتظر أن يسألوه وليُخافتْ بإحسانه إليهم فإن صدقة السر تطفي غضب
الرب ولا يتشبه بناشري صورِ صدقاتهم وأعمالِهم الخيرية على الفيسبوك فإنه محق
للحسنات وخلل في صدق النيات.
وإمهالُ مدينٍ
وعدمُ مطالبتِه بالتسديد حتى تزولَ شدةُ كورونة ومن يسَّر على معسر أو وضع عنه
أظله في ظله.
وجاز لمن وجبت
عليه زكاةٌ من عينٍ أو عروضٍ أو ماشيةٍ أن يدفعَها لمستحق قبل حلول حولها وإن بسنةٍ.
وحَرُمُ
احتكارٌ لطعامٍ ونحوه مما يحتاجُ إليه الناس وإن مواد منظفة ومن فعله فهو خاطئ
برئت منه ذمةُ اللهِ ورسولِه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ولي أمر المسلمين أن
يزجرَه ويُلطِّخَ وجهَه بسواد ويُطَافُ به بين الأهالي وينادي منادٍ هذا الذي
احتكر طعامكم وقت الشدة فاحذروه ليرتدع غيرُه وتُصانُ مصلحة عموم المسلمين.
فصل: وعلى ولي أمر المسلمين الالتفاتُ إلى مآلِ امتداد أزمةِ
كورونة وما ينجم عن ذلك من انهيار لِسعرِ نفطٍ وشللِ اقتصادٍ وعجز قدرة شرائية.
وليجمعْ أولى
الخبرة المأمونين لرسم خطة إنقاذٍ محكمةٍ للتخفيف من وطأة الأزمة كدمجِ وزارات
قُرب بعضها من بعضٍ وتقليصِ تمثيلٍ ديلوماسي من سفارةٍ وقنصليةٍ وحل برلمان فاقدِ
الشرعية وتأميمِ أموالِ عصابةٍ فاسدةٍ سجينة أوطليقة وخفض رواتبَ ذوي رُتَبٍ سامية وما
أشبه ذلك مما يشير به الخبراء.
مسترشدا بسياسة
الفاروق في مواجهة أزمة الرمادة مستحضرا مواقفه الجليلة من تقشف واضطلاعٍ
بالمسؤولية ولا بأس بالاستفادة من سياسة كوليندا في مواجهة أزمة كرواتيا.
وعلى الرعية
ترشيدُ استهلاك وعدمُ توسع في شراء وكفٌّ عن مظاهر الإسراف في مأكل وملبس مسترشدين
بقوله تعالى:"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتعقد ملوما
محسورا"هـ
وليربوا
الأولادَ على القناعةِ وعدمِ اقتناء ما لا تدعو إليه حاجة والنظرِ إلى من هو دينهم
في أمور الدنيا لئلا يزدروا نِعَمَ الله عليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق