في الشيخ أحمد إدريس عبدو

إِدْرِيسُ : يَا مَنْـهَـلَ العُلُــومِ وَالْحِكَمِ

نَظِيــرُكُـــمْ فِي زَمـــَانِ الْيَـوْمِ يَنْعَدِمُ

قَـدْ كُـنْتَ يَا شَيْخَنَا لِلْعِلْمِ رَايـَتَـهَ

وَكُنْـــتُــمُ قُــدْوَةً تــَرْقَى بِــهَا الْأُمَـمُ

أَعَطَـاكُمُ اللَّهُ مَـا لَمْ يُعْــطِ غَيْرَكـُمُ

وَاللَّهُ مِنْهُ جَمِيــلُ الْفَضْـلِ وَالنِّعَـــمُ

أَكْـرِمْ بِكُـمْ مِنْ فَقَيــــهٍ زَانَهُ خُلُـقٌ

اَلصَّفْـحُ شِيمَتُكُـمْ وَالْحِلْمُ وَالْكَــــرَمُ

وَإِنَّنِي لَأَرَى صَــــفَاءَ عَيْنِكُـــــمُ

فَيَرْجُــفُ الرُّوحُ مِنْ صَفَاءِ قَلْبِكُمُ

مَهْــــلاً : فَإِنَّكُــمُ لِلَّهِ دَرُّكُـــــــمُ

كَشَمْعَـــُةٍ رَقَصَتْ فِي نُورِهَا الهِمَمُ

مَهْـلاً : فَإِنَّـكُـمُ يَنْبُــوعُ مَرْحَمَـةٍ

يَفِيـــضُ فَــوْقَ رِحَــابِـــنَا فَتَبْتَسِـمُ

يَا سَعْدَ قَلْبِي وَقَدْ صَافَحْتُ شَمْلَكُمُ

ونِلْـتُ فِقهَكُـــمُ يَا فَرْحَـــتِي بِكُــمُ

يَا فَرْحَتِي بِمَنِ اعْتَادَتْ مَشَاعِـرُهُمْ

عَلَى الجِوَارِ فَمَا جَارُوا ومَا سَئِمُوا

سَاغَتْ لَيَـاليِ زَمَانِي فِي جَـوَارِكُمُ

وَذُقْتُ حُلْــوَ هَـنَائِي حِيـــنَ قُرْبِكُمُ

ونِمْتُ مُنْتَشِــيًا فِي حِضْنِ كَفِّـكُمُ

كَمــَا يَنَـــامُ عَلَى قِـرْطَـاسِيَ الْقَلَمُ

يَا شَيْخَنَا ذِي دُمُوعُ الْعَيْنِ مِنْ أَلَمٍ

كَالْمَوْجِ فَوْقَ سُيُولِ الْخَدِّ تَزْدَحِـمُ

والْقَلْبُ مِنْ وَجَعِ الْأَحْزَانِ لَمْ يَنَـمِ

لَمَّا دَهَاني بِـذَا الزَّمَـــانِ فَـقْـدُكُـمُ

لَكِنَّني قَــدْ هَجَرْتُ الْهَمَّ مُصْطَبِـرًا

وَرُحْتُ أَرْسُمُ فِي الْإِفَـتَـاءِ نَهْجَكُمُ

دُمْتُمْ ذَخَيرَةَ هَـذَا النَّـشْءِ بَعْـدَكُمُ

وَلَنْ يَضَيـــعَ - بِإِذْنِ اللَّهِ – أَجْرُكُمُ