......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 30 مارس 2018

من يعتبر جمعية العلماء أساسا لتكوين الإرهاب فهو إرهابي بامتياز



أثناء مروري بصفحات التواصل الإجتماعي شدت انتباهي عبارتان منتنتان سامتان : وردتا في مقال حول " (المنابع التي تولد منها الإرهاب) أو (الأسس المكونة للإرهاب) والتي أرجعها كاتب المقال – في الغالب - إلى كل دعوة إسلامية تنتهج مذهب أهل السنة والجماعة ، و على رأسها الحركة : " الوهابية "؛ التي اعتبرها كاتب المقال أكبر حركة إجرامية تكفيرية إرهابية ، وعنها تفرعت معظم الجماعات الإرهابية في العالم ؟ وبصرف النظر عن كونه مصيبا أو مخطئا أو منصفا أو مجحفا أو صادقا أو مغرضا ... فإن ما لفت انتباهي هو عبارتان تضمنهما المقال:
العبــارة الأولى : "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تعد سلفية وهابية بامتياز؟

والعبارة الثانية :" أنه لا يوجد مذهب ولا دين على وجه الأرض أكثر تنزيها وتوحيدا وتقديسا لله من المدرسة الشيعية".

فتبين لي من خلال هذين العبارتين أن مصطلح "الوهابية" أصبح شبيها بصطلح "الإرهاب" في الحرب على الإسلام ، فإذا أراد خصوم الإسلام ضرب كيان إسلامي ما وصموه بالإرهاب ، ومن أراد ضرب كيان أهل السنة والجماعة وصمه بالوهابية ؛ بغرض تشويهه وتحطيمه لتحل محله المذاهب الشيعية ، كما دلت عليه العبارة الثانية.

فأصبح مصطلح الوهابية ذريعة للطعن في مذاهب الأمة الإسلامية وحركاتها الإصلاحية ، كجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تعتبرمنحة ربانية امتن الله بها على هذه الأمة ، التي غشيتها موجة من الظلمات ، ما كان لها لتنفك عنها دون تلك العملية الإصلاحية التي انتهتجها جمعية العلماء ، فتوصف اليوم من قبل كتاب مغرضين مضلليين بأنها: "وهابية بامتياز" ، مما يعني أنها أساسا لتكوين الإرهاب بامتياز ، في حين يوصف المذهب الشيعي - القائم على الإشراك بالله والطعن في القرآن ونقلته من الصحابة الكرام - بأنه :" لا يوجد مذهب ولا دين على وجه الأرض أكثر تنزيها وتوحيدا وتقديسا لله من المدرسة الشيعية".وصدق الباري جل ثناؤه إذ يقول :" فإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج46).
وأنى لتهم وشتائم هؤلاء الكتاب المغرضين أن تنال مقام جمعية العلماء المسلمين ! بل ستعود على قاذفيها بالخيبة والخسران ، دون أن تصل إلى مرماها البعيد ، كما يعود البصاق على وجه قاذفه نحو رجل قد تربع على كرسيه خلف أسوار قصر مشيد فوق قمة عالية.

وما يضير البحر أمسى زاخرا...إن رمى فيه غلام بحجر

ولقد اشتكي العلامة عبد الحميد بن باديس من مثل هذه التهم المغرضة في عصره فقال رحمه الله:
"
أصبحت الجماعة الداعية إلى الله يُدعون من الداعين إلى أنفسهم (الوهابيين)؛ ولا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لابن عبد الوهاب ؛ ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل ؛ ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم ؛ وإنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون ؛ ويحاولون من إطفاء نور الله ما لا يستطيعون ؛ وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا وهابيين؛ كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا (عبداويين)؛ ولنا أسوة بمواقف أمثالنا من أمثالكم من الماضين".[انظر : مجلة السنة ؛ لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ 24 أبريل 1933م
.
لكن هؤلاء الكتاب يغمضون أعينهم عن مثل هذه الحقيقة ؛ ليبحثوا عما يثير الريبة والتشكيك الذي يعبرون من خلاله إلى سلخ الأمة عن هويتها وأصالتها تمهيدا لإحلال المذهب الشيعي الذي اعتبروه أكثرا تنزيها ، وكان ينبغي أن يأخذوا الحكمة من الرجل الأعمى ، فهو قبل أن يضع قدمه على الأرض يختبرها بعصاه؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق