من
مصطلحات سيدي خليل في مختصره مصطلح [رُوِيَتْ] الذي يشير به للمدونة، فمتى قال
:"ورويت" بالبناء للمجهول ، وكان الضمير المستتر فيها عائدا على غير
مذكور، فهو يقصد المدونة ، ومن أمثلة ذلك قوله رحمه الله – في باب أحكام الصيام
- :
فبين
سيدي خليل رضي الله عنه في هذا النص أن الصوم الذي يجب فيه التتابع ، كصوم رمضان
وصوم الكفارة ، تكفي فيه نية واحدة عند بدئه ، وهذا معنى قوله:"وَكَفَتْ
نِيَّةٌ لِمَا يَجِبُ تَتَابُعُهُ"
وقوله
" لَا مَسْرُودٍ وَيَوْمٍ مُعَيَّنٍ". يعني أن الصوم الذي لا يجب فيه
التتابع ، ولكن المكلف عزم على أن يصومه مسرودا أي متتابعا ، كمن عليه قضاء أيام
من رمضان ، فعزم على صومها متتابعة ، فهذا يلزمه تجديد النية كل ليلة.
وكذلك
الشأن في الصوم المعين ، كمن عين يوما يصومه دائما، كأن ينذر صوم يوم الاثنين مثلا
من كل أسبوع في بقية حياته، فهذا أيضا يلزمه تجديد النية كل ليلة اثنين مثلا ،
وهذا هو المشهور في المذهب.
ثم
أشار إلى أنه قد روي في المدونة أن النية الواحدة تكفي في بداية كل منهما ، أي في
بداية الصوم المسرود ، الذي لا يجب فيه التتابع ولكن المكلف عزم على صومه متتابعا
، وفي بداية صوم أول يوم عينه بالنذر ، وهذا معنى قوله :"
وَرُوِيَتْ [يعني المدونة]عَلَى
الِاكْتِفَاءِ فِيهِمَا ". يعني الاكتفاء بنية واحدة في كل من المسرود
والمعين.
وعلل
الخرشي رواية المدونة بقوله:" أَمَّا الْمَسْرُودُ فَلِأَنَّ بِالتَّتَابُعِ
يَحْصُلُ لَهُ الشَّبَهُ بِرَمَضَانَ لِدَوَامِهِ، وَأَمَّا الْمَنْذُورُ
الْمُعَيَّنُ فَلِوُجُوبِهِ وَتَكَرُّرِهِ وَتَعَيُّنِ زَمَانِهِ "[1[
أما الحطاب فذكر في مواهب الجليل أنه لم يعثر على هذه الرواية في شرح
المدونة[2[.
--------------------------------------------------------------
1- شرح مختصر خليل للخرشي 2/ 247
2- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 2/ 420
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق