مصطلح "المختار والمرجح" في مختصر خليل زكاة العروض نموذجا

من مصطلحات سيدي خليل في مختصره : "المختار" و"المرجح".

-  فالمخـــتار: يشير به إلى ما اختاره اللخمي[1] - صاحب التبصرة - من خلاف الفقهاء المتقدمين عنه.

- والمرجح: يشير به إلى ما رجحه ابن يونس[2]- صاحب الجامع لمسائل المدونة- من خلاف الفقهاء المتقدمين عنه.

ومن أمثلة ذلك قوله رحمه الله – في باب أحكام الزكاة - :

"وَإِنَّمَا يُزَكَّى عَرَضٌ لَا زَكَاةَ فِي عَيْنِهِ ، ملك بمعاوضة، بِنِيَّةِ تَجْرٍ، أَوْ مَعَ نِيَّةِ غَلَّةٍ أَوْ قنية على المختار والمرجح".

فبين بقوله: (وَإِنَّمَا يُزَكَّى عَرَضٌ لَا زَكَاةَ فِي عَيْنِهِ) أن ما يمتلكه الشخص من العروض ، إنما يُزكى زكاة عروض التجارة، إذا كانت الزكاة لا تجب في عينه هو ، كالسيارات والديار والسلع والبضائع ... فأخرج بهذا القيد ما تجب الزكاة في عينه كالذهب والفضة ... ثم شرع في بيان شروط زكاة العروض ، ومنها:

1- الشرط الأول: أن يكون العرض الذي لا تجب الزكاة في عينه قد ملكه صاحبه بمعاوضة ، وهو معنى قوله: (ملك بمعاوضة) أي اشتراه بالنقود أو قام بمادلته بعرض آخر ، كسيارة مقابل سيارة ...

وخرج بهذا القيد ما يمتلكه الشخص بهبة أو بإرث وما أشبههما من الفوائد ، فهذا لا زكاة فيه ، حتى ولو نوى المتاجرة فيه حين امتلاكه ، فلا يزكيه حتى يبيعه ، فإذا باعه استقبل بثمنه حولا جديدا.

2- الشرط الثاني: أن يكون العرض المملوك بمعاوضة قد ملكه صاحبه بنية المتاجرة فيه ، وهو معنى قوله:(بِنِيَّةِ تَجْرٍ ) أي ملكه بنية التجارة ، وخرج بهذا القيد ما يملكه الشخص بنية القنية [3]أو لم ينو شيئا ، فلا زكاة فيه في كلتا الحالتين.

أما إذا ملك العرض بنية الغلة والتجارة معا ؛ كأن يشتري حافلة بنية كرائها ، فإذا وجد ربحا باعها. أو ملكه بنية القنية والتجارة ؛ كأن يشتري سيارة فهو ينتفع بعينها ، ومتى وجد ربحا باعها، فتجب فيه الزكاة في كلتا الحالتين ، وهو معنى قوله ) أَوْ مَعَ نِيَّةِ غَلَّةٍ أَوْ قنية). أي نوى به التجارة مع الغلة أو مع القنية.

وقوله (على المختار والمرجح) يوحي بوجود خلاف في هذه المسألة ، والذي اختاره اللخمي ورجحه بن يونس هو وجوب الزكاة في ما ملك بمعاوضة بنية الاتجار مع نية الغلة أو مع نية القنية .

--------------------------------------------------------------------------------
- 1 اللخمي هو أبو الحسن علي بن محمد الربعي المالكي، المعروف باللخمي ، المتوفى سنة 478 هـ ابن يونس هو أبو بكر محمد بن عبد الله ، التميمي المالكي، المشهور بالصقلي ، المتوفى سنة 451 هـ

 - 2 القنية بكسر القاف هي تلك العروض المعدة للاقتناء الشخصي لا للبيع ولا للتجارة