......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الاثنين، 14 أغسطس 2017

تأخير صوم النذر بسبب العجز ؟ وحكم من مات قبل الوفاء بالنذر ؟

سائلة تقول : كانت عندي مشاكل طلاق .... ونذرت أن أصوم شهرا لله إذا رجعت إلى بيتي وزجي ، وأنا لآن حامل في الشهر 5 فهل يجوز لي أن أخر الصوم إلى ما بعد الولاة ؟ وإذا قدر الله وتوفاني الله قبل الوفاء بالنذر فهل أكون آثمة ؟

الجواب : الوفاء بالنذر واجب ؛ لقوله تعالى " وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ". وقوله عليه الصلاة والسلام : "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ" [1].

وهذا النوع من النذر يسمى بالنذر المعلق ، ولا يجب الوفاء به إلا إذا حصل الشرط المعلق عليه ، وهو " رجوعك إلى بيت الزوجية " . فمتى رجعت وجب عليك الصوم ولو من بعد سنين.

وقولك " شهرا " ؛ يعني أنك لم تحددي شهرا معينا ، ولم تشترطي التتابع في الصيام ، فيكفيك - في هذه الحال - أن تصومي أي شهر من الشهور ، ولا يلزمك التتابع عند جمهور الفقهاء ، خلافا لقوم [2].

ولو عينت شهرا كرجب أو شعبان للزمك التتابع في الشهر المعين.

ومن عجز عن الوفاء بالنذر عجزا مؤقتا ، كالحمل والمرض ونحوه .. فلا حرج عليه أن يؤخر الوفاء بالنذر إلى حين القدرة عليه ؛ إذ لا تكليف إلا بمقدور.

وأما إن كان العجز دائما كالمرض المزمن ، فقد اختلف فيه الفقهاء الأجلاء:

* فعند فقهائنا - المالكية - مَنْ عجز عن نذر لَزِمَهُ بَدَلُهُ [3] وبدل الصيام هو الإطعام ، يعني يطعم عن كل يوم مد من الطعام الغالب لأهل بلدته ، وهو الدقيق [ السميد ]عندنا ، ويجوز إخرج قيمته نقودا ، وهي 30 ديانارا عن كل يوم.

* وقال الحنابلة عليه كفارة يمين [4] أي إطعام 10 عشرة مساكين أو كسوتهم ، أما صيام 3 أيام فهو عاجز عنهن.

أما من مات قبل الوفاء بنذره ، فلا إثم عليه ما لم يكن مفرطا ، فإن كان مفرطا فقد ترك واجبا ، وأمره مفوض للمشيئة الإلهية ، إن شاء الله غفر له وإن شاء عاقبه.
ويَسْقُطُ صوم النذر بالوفاة ، فَلاَ يَصُومُ عَنْهُ أَحَدٌ ، لأَِنَّ الصَّوْمَ الْوَاجِبَ جَارٍ مَجْرَى الصَّلاَةِ ، فَكَمَا أَنَّهُ لاَ يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ ، فَكذلك لاَ يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ خلافا لقوم[5].

والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------
1- رواه البخاري
2- وجواهر الإكليل 1 / 148، والتاج والإكليل بهامش الحطاب 2 / 451.
3- جواهر الإكليل 1 / 244.
4- المغني لابن قدامة 9/ 99 ...
5- بداية المجتهد 1 / 299 - 300، والمنتقى للباجي 2 / 63.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق