العرف السائد في مجتمعنا أن الرجل هو الذي يتقدم لخطبة المرأة ، وأن المرأة لا تخطب لنفسها ، ولا يخطب لها وليها ، لكن هذا العرف لا إلزام فيه ولا عبرة به ؛ لمخالفته للشرع ، فقد ثبت أن عُمَر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَرضَ ابْنَتَهُ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَلَى عُثْمَانَ ، ثُمَّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، أخرجه البخاري وبوب له في صحيحه بقوله :"عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير".
وكذلك عرض الرجل الصالح - الذي جاء في بعض الرويات أنه شعيب عليه السلام - إِحْدَى ابْنَتَيْهِ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ كما قص علينا القرآن خبره :" قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ "[القصص27]
ولذلك يستحب للرجل أن يعرض ابنته على أهل الفضل والصلاح ، فتلك سنة حميدة غائبة أو مغيبة في مجتمعنا ، لو عملنا على إحيائها لأسهمت في التخفيف من ظاهرة العنوسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق