......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 23 يناير 2015

الصفات الخَلقية [الجسدية] للحبيب محمد

الصفات الخَلقية [الجسدية] للحبيب محمد
اللهم صل وسلم  وبارك عليه  
إننا مهما اجتهدنا في وصف النبي صلى الله عليه وسلم  فلن نبلغ حقيقة وصفه كما هو ، وإنما نحن نقارب ونسدد ما استطعنا ، معتمدين في ذلك على ما نقل إلينا من الصحابة الكرام البررة في وصف رسول الله  صلى الله عليه وسلم .
 فإليك وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم  موجزا ميسرا مستخلصا مما جاء مبثوثا في كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى محمد الترمذي المتوفى سنة 279هــ رحمه الله تعالى ، ومعه كتاب أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل للإمام أبي العباس أحمد بن حجر الهيتمي المتوفى سنة 974هـ رحمه الله تعالى.
 كان سيدي وحبيبي ومولاي صلى الله عليه وسلم  عظيما معظما في القلوب والعيون ، من رآه فجأة هابه ومن خالطه معرفة أحبه ،  متماسك الجسد ، معتدل القامة ، عريض الصدر والكتفين ، ضخم المفاصل  أبيض الإبطين ، وهي من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم  ، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى الطول أقرب ، و إذا مشى مع الطوال طالهم ، فلا يظهر أحد أطول منه صلى الله عليه وسلم  ، وإذا جلس مجلسا كان كتفه أعلى من كل  الجالسين  ، بطنه وصدره مستويان لا يبرز أحدهما عن الآخر، له مسربة من الشعر  كأنها خيط ممتدة بين صدره وسرته ، طويل الذراعين كثير الشعر فيهما، واسع الكفين  غليظ الأصابع طويلهما ،  وكفه ألين من لحرير، ضخم الرأس شديد سواد الشعر ، شعره  وسط بين النعومة والخشونة ، يصل إلى أنصاف أذنيه أحيانًا ، و أحيانًا يرسله فيصل إلى شَحمَة أُذُنيه ، وقد يتجاوز ذلك ، وغاية طوله أن يصل مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق ، وكان صلى الله عليه وسلم  يرسل شعره ، ثم ترك ذلك وصار يفرقه من وسط الرأس ، ولم يحلق  رأسه بالكلية في سنوات الهجرة إلا عام الحديبية ، ثم عام عمرة القضاء ، ثم عام حجة الوداع ، وتوفي صلى الله عليه وسلم  وليس في رأسه ولحيته أكثر من عشرين شيبة  ، واسع الجبهة  ، مقوس  الحاجبين  متصلهما من غير اقتران  ،  بينهما عرق يصيره الغضب  ممتلئا دما ، واسع العينين جميلهما شديد سوادهما طويل شِقهما ورموشهما ، في بياضهما عروق رقيقة   حمر  ، وهي من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم  ، رقبته في غاية الحسن والجمال  ، كأنها جيد دُمية في صفاء الفضة ، أزهر اللون مشرب بياضه بحمرة ليس بالشديد البياض ولا  بالأسمر ،  أحسن الناس وجهاً ، يستنير وجهه ويضئ  كالقمر ليلة البدر ، مستوي الوجه  سائل الخدين  ، وجهه بين الاستدارة والإسالة ، مستقيم الأنف طويله مع  ارتفاع في وسطه ودقة في أرنبته ، واسع الفم أحسن الناس شفتين ، مفلج الأسنان  إذا تكلم أو تبسم فكأن النور يخرج من بين ثناياه ، حسن اللحية كثيفها ، ضخم القدمين قليل لحم العَقِبين ‏ ، يطأ الأرض بقدمه كلها إذ ليس لها جزء مرتفع عن الأرض  ، وإذا مشى فكأنما ينزل من أعلى و لا يضرب بقدمه  ،  يمشي على الأرض  هونا فى تؤدة وسكينة وحسن سمت ووقار وحلم ،  و إذا مشى مع أصحابه ساقهم أمامه وكان هو من خلفهم، وإذا التفت التفت بجسده كله ، جل نظره إلى الأرض حياء وتأدبا ، و لا يثبت بصره في وجه أحد ،  و جل ضحكه التبسم ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو عبارة عن قطعة لحم ناشزة بين كتفيه  كبيضة الحمامة فيها شعيرات مجتمعات ، وهي من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم،  يظهر العرق في وجهه كحبات اللؤلؤ ، وريح عرقه أطيب من ريح المسك ، فإذا مشى في طريق عُلِمَ أنه صلى الله عليه وسلم   قد مر من هذه الطريق؛ لما يوجد فيها من رائحة طيبة زكية ، أحب اللباس إليه القميص الأبيض ، وكان قميصه إلى نصف ساقه وكمه إلى الرسغ ، ورئي مرتديا بردين أخضرين ، ورئي أيضا مرتديا حلة حمراء ، كما رئي مرتديا جبة رومية ضيقة الكمين ، وكان يضع على رأسه عمامة سوداء.
فلله ما أحسنها من صورة تلك التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم   ؟ ولو اجتمع أمهر الفنانين وأحذقهم  على أن يرسموا صورة مثل صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرسمون مثلها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. يقول واصفه: " لم أرى  قبله و لا بعده مثله أبدا " . ويقول حسان بن ثابت:    وأجملَ منكَ لم تر قطّ عــــينٌ     وأكملَ منكَ لم تلد النـسـاء    خُلقت مبرءاً من كل عيـــــب     كأنك قد خُلقت كما تشـــاء
ويقول سيدنا جابر بن سمرة رضي الله عنه: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم  ليلة إضْحيان - يعني: ليلة مقمرة- فأخذت أنظر إلى القمر وأنظر إليه صلى الله عليه وسلم   فوالله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم  في عيني أحسن من القمر" وتقول أم معبد  في وصفه صلى الله عليه وسلم  :(رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، حسن الخلق، مليح الوجه ، إذا صمت علاه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ، حسن المنطق ، أبهى الناس وأحسنهم من بعيد ، وأحلى الناس وأحسنهم من قريب ، غصنٌ بين غصنين ، فهو أنظر الثلاثة منظراً ، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر تثابروا لأمره). وإذا كان يوسف بن يعقوب عليهما السلام قد أعطي نصف الحسن، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم   قد أعطي الحسن كله.   
اللهم صل وسلم  وبارك عليه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق