......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الخميس، 22 فبراير 2024

حكم من بيت نية الصوم في السفر

 حكم من بيت نية الصوم في السفر[1]

من بيت نية الصوم في سفره، أي نوي ليلا أن يصوم في سفره ، لم يجز له الفطر على المشهور، إلا لعذر كالتقوي لأجل لقاء العدو إن كان في غزو، أو كطرو مرض أو إرهاق جوع أو عطش.
وقال مُطَرِّفٌ [2] يباح له الفطر بغير عذر.
وعلى المشهور فإن أفطر لغير عذر، ففي وجوب الكفارة عليه أربعة أقوال في المذهب:
1- عليه الكفارة مطلقا، أي سواء أفطر متأولا أو غير متأول ، وهو قول مالك في المدونة .
وعلل مالك في المدونة إيجاب الكفارة عليه؛ بأنه كان مخيرا بين أن يفطر أو يصوم، فلما ترك الرخصة واختار الصيام صار من أهل الصيام، فلم يجز له الخروج منه إلا بعذر، فإن خرج منه بغير عذر كان عليه ما على أهل الصيام من الكفارة إن أفطروا لغير عذر .
2- قال أشهب تجب عليه الكفارة ، إلا إذا أفطر متأولا أنه يباح له الفطر لكونه مسافرا فلا كفارة عليه؛ لأن الله تعالى قد وضع عنه الصيام في سفره.
3- قال المخزومي [3] وابن كنانة [4] لا كفارة عليه مطلقا؛ لأنه مخير في الفطر ابتداء، وهو لازم قول مطرف أيضا.
4- قال ابن الماجشون لا كفارة عليه إلا إذا أفطر بجماع.
--------------------------------------------------------------------------
1- انظر المسألــــة فــــــي :
الفواكه الدواني للنفراوي 2/ 260. والشرح الكبير للدردير1 / 535. والمدونة للإمام مالك 1 / 272. ومناهج التحصيل لأبي الحسن الرجراجي 2 / 86. ومواهب الجليل للحطاب 2 / 445
--------------------------------------------------------------------------
2- هو : مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار مولى ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى بأبي مصعب ، روى عن مالك وغيره، و توفى سنة 220 ه بالمدينة المنورة.
3- هو: محمد بن مسلمة أبو هشام المخزومي ، الفقيه المدني، روى عن مالك وغيره، توفي سنة 216.
4 - هو : عثمان بن عيسى بن كنانة، من كبار فقهاء المدينة ، أخذ عن مالك وكان ميالا إلى الرأي، توفي بمكة وهو حاج سنة 185هـ وهو الذي جلس في حلقة مالك بعد وفاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق