حكم من قال لزوجته احملي متاعك واخرجي؟

رجل قال لزوجته: (هزي قشك وروحي..) وسألناه عن نيته؟ فقال: كنت ناويا بذلك طلاقها.

والجواب:

أن هذا اللفظ وما أشبهه يعتبر عند علمائنا من ألفاظ الكناية الخفية، أي المحتمِلةُ للطلاق وغيره، ولذلك كانت مفتقرة الى النية، قال سيدي خليل رضي الله عنه:

(ونُوِّي فيه وفي عدده وفي اذهبي وانصرفي).

وبناء على ذلك:

- فإن لم يقصد بذلك الطلاق فلا شيء عليه، ويصدقه المفتي في قوله هذا بلا يمين، أما عند القاضي فلا يصدق إلا بيمين.

- وإن قصد الطلاق لزمه ذلك، فإن نوى طلقة واحدة فهي واحدة، وإن نوى اثنتين لزمته تطليقتان، وإن نوى ثلاثا لزمته الثلاث٠

وإن قال: نويت الطلاق ولم أنو عددا معينا فتلزمه الثلاث كذلك في مشهور المذهب، قال الشيخ الدردير رحمه الله: (لزمه الثلاث إن نوى مطلق الطلاق).

وحينما سألت المعني قال: (نويت نطلقها وخلاص)

وهو الغالب في أعرافنا وواقع مجتمعنا، أن الناس لا يقصدون عددا معينا، ولا يفقهون في ذلك شيئا.

ولو سرنا على الفتوى بالمشهور لفرقنا هذه الأسرة، ولا يخفى ما في فرقتها من فساد كبير، وقد بحثت للسائل عن مخرج من هذه الورطة التي وقع فيها، فوجدت ذلك عند الفقيه الهمام شمس الدين الحطاب المالكي رحمه الله، حيث نقل عن ابن عرفة وعن تلميذه البرزلي رحمهما الله أن المشهور المتقدم فيه نظر، لأن لفظ الطلاق المجرد عن النية لا يوجب بنفسه عددا زائدا على الواحدة وكذلك الأمر هاهنا، وعليه فإن نوى مطلق الطلاق فتلزمه طلقة واحدة، وبهذا كان يفتي الإمام ابن عرفة حتى توفاه الله.

وعليه فإنه يمكن للسائل مراجعة زوجته على هذه الفتوى والله أعلم.

فإن كانت لا تزال في العدة راجعها دون عقد ولا مهر ولا شهود.

وإن انقضت عدتها فليزمه تجديد العقد، أي يجدد (الفاتحة) ويكفيه في ذلك إحضار شهادين وولي المرأة مع الإمام في الجامع أو في الدار، ويفرض لها مهرا رمزيا جديدا لا يقل عن ربع دينار ذهبي، وقيمته المالية لسنة 2022م حوالي 10200دج.

والله أعلم