......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الخميس، 15 ديسمبر 2022

في مناقب الأخضر الخضري

 من غَرْبِنَا بَدَتِ الْأَنْوَارُ سَاطِعَةً

وَالشَّمْشُ مُشْرِقَةً فِي أَعْصُرِ الْعَتَمِ
بِوَهْجِهَا تَخْبُوَنْ أَشِعَّـةُ الْقَمَرِ
ويخْتَفِي كُلُّ نَجْمٍ لَامِعٍ ضَرِمِ
بُشْرَاكُمُ إِخْوَتِي فَالْأَخْضَرِي طَلَعَا
كَالشَّمْسِ فِي عَتَمَاتِ الْجَهْلِ وَالْوَهَمِ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ فَقِيهٍ زَانَهُ أَدَبٌ
عَزِيزِ جَاهٍ لَدَى الْأَخْيَارِ مُحْتَرَمِ
فَحَيْثُمَا قَدْ نَحَا رَفَّتْ مَنَاقِبُهُ
وَحَيْثُمَا حَضَرَ الْأَرْزَاءُ تَنْصَرِمِ
أَضَاءَ وَهْرَانَ مِثْلَ الْبَدْرِ فِي الْأُفُقِ
وَمَا بِغَيْرِ الفَقِيهِ نُهْدَ فِي الظُّلَمِ
وَكَمْ عَلِيمٍ شَفَى جِيلًا مِنَ الْعِلَلِ
وَبِالِعُلُومِ تَضُو حَضَارَةُ الْأُمَمِ
وَيَلْبَسُ الْكَوْنُ أَلْوَانًا مُطَرَّزَةً
مِنَ الدِّمَقْسِ بِنُورٍ غَيْرِ مُنْفَطِمِ
مَا أَعْظَمَ الْعِلْمَ وَالأَخْضَرُ مَنْهَلُهُ
فَلَمْ يُطَاوِلْهُ فِي مَدَاهُ ذُو هِمَمِ
قَدْ صَاغَهُ بِلِسَانٍ عَزَّ رَوْنَقُهُ
وَمَنْطِقٍ رَائِقٍ كَالسَّبْكِ لَمْ يُرَمِ
وَفِي الْمَقَاصِدِ مُبْدِعٌ بِلاَ كُفُؤٍ
كَأَنَّمَا الشَّاطِبِي فِي الْأُسِّ لِلْحِكَمِ
وَالطَّاهِرُ التُّونُسِي فِي لَحْظِ مُسْتَتِرٍ
مِنَ المَعَانِي وَمَا لَيْسَ بِمُرْتَسَمِ
وَنَاشِدُو عِلْمِهِ يُبَشِّرُونَ بِهِ
طُوبَى لِمُغْتَرِفٍ مِنْهُ وَمُغْتَنِمِ
وَالْحَاسِدُونَ مَكَبَّتُونَ فِي كَمَدٍ
إِذْ عَلَمٌ لَاحَ كَالشِّهَابِ فِي الظُّلَمِ
ذَرِ الحَسُودَ بِنَارِ الغَيْظِ مُكْتَوِيًا
إِنَّ الصَّلَى بَعْضُهَا بالْبَعْضِ يَضْطَرِمِ
وَاسْتَغْفِرَنْ لِلْبُصَيْرِي حَيْثُ عَلَّمَنَا
أَنْ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ حَاسِدٌ بَلَا وَخَمِ
(لَا تَعْجَبَنْ لِحَسُودٍ رَاحَ يُنكِرُهَا
تَجَاهُلاً وَهْوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ الْفَهِمِ
قَدْ تُنْكِرُ الْعِيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ
ويُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ)
يَا سَعْدَ مَنْ صَافَحَتْ يَدَاهُ شَمْلَكُمُ
وَنَالَ وُدَّكُمُ يَا عَالِيَ الشِّيَمِ
رُمْتُ حِمَاكُمْ بِأَحْسِنِ الْمَقَاصِدِ مِنْ
بِسِكْرَةِ الْعِزِّ وَالْأَمَجَادِ وَالْكَرَمِ
مُلْتَمِسًا دَعَوَاتٍ مِنْ جَنَابِكُمُ
عَسَايَ مُرْتَحِلًا بِأَحْسَنِ الْخِتَمِ
وَأَخْتِمُ الْقَوْلَ مِنِّي بِالصَّلَاةِ عَلَى
نَبِيِّنَا ثُمَّ آَلِ الْبَيْتِ كُلِّهِمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق