......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الأحد، 6 مايو 2018

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا


قال الله تعالى:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"

لا يخالف مسلم في هذه القاعدة القرآنية ، كما لا يشكل على أحد فهمها ، فما الذي يمنع المؤمنين بها من الدخول تحت حكمها ، من خلال السعي إلى خلق جو من التواصل والتقارب بين مختلف شرايح المجتمع الإسلامي ؟؟ فهم جميعا - مهما اختلفت أفكارهم أو تباينت آراؤهم - ملزمون بالدخول تحت حكم هذه القاعدة القرآنية المجمع عليها ، وذلك ممكن إذا تجردت النوايا لله وحده ، وكان لنا من الفقه في الدين ما يمكننا من احترام وجهات نظر الآخرين ، وتقدير اختيارات المخالفين ، وسماعها ومناقشتها في أجواء هادئة يسود فيها الاحترام ورحابة الصدر ، على نحو: ما قال ابن تيمية رحمه الله :
 " فَهَذِهِ مَسَائِلُ الِاجْتِهَادِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ ، فَكُلٌّ مِنْهُمْ أَقَرَّ الْآخَرَ عَلَى اجْتِهَادِهِ ، مَنْ كَانَ فِيهَا أَصَابَ الْحَقَّ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَمَنْ كَانَ قَدْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ... فَمَنْ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ تَقْلِيدُ الشَّافِعِيِّ لَمْ يُنْكِرْ عَلَى مَنْ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ تَقْلِيدُ مَالِكٍ ، وَمَنْ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ تَقْلِيدُ أَحْمَد لَمْ يُنْكِرْ عَلَى مَنْ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ تَقْلِيدُ الشَّافِعِيِّ وَنَحْوُ ذَلِكَ "[مجموع الفتاوى20 / 293 ] .
وإذن : فعلتنا اليوم تكمن إما في عدم تجرد القصود لله تعالى ، وإما في الفهم الخاطئ لحقائق هذا الدين ، فكان لزاما على المؤمنين الصادقين - لا سيما أرباب العلوم - أن يوجهوا الأنظار والجهود إلى معالجة هذه العلة التي هي أساس تفرقنا الذي يكاد أن يأتي على بنياننا من القواعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق