سأل أحد الفضلاء قائلا : "من دخل في صلاة الظهر مسبوقا بركعة ، لكن وقع لإمامه سهو ترتب عليه إلغاء ركعة كاملة ، فبعد قيامه للخامسة ماذا على المأموم المسبوق فعله ؟ هل إذا قام مع الإمام للخامسة يكون قد أكمل صلاته أم يزيد ركعة لنفسه ؟ ".
الجواب : أخي الكريم :
هذه المسألة معقدة جدا ، ولها صورة مختلفة ، وفي كل صورة قولان أو ثلاثة عند فقهائنا ، وأنا أجيبك عن الصورة المذكورة فقط .
فلا يصح أن أن يتبع المسبوق الإمام في القيام للركعة الخامسة ، بل عليه أن ينتظره حتى يسلم ، ثم يقوم لقضاء ركعته ، قَالَ ابْنُ الْمَوَّازِ: " وَيَنْبَغِي لِمَنْ عَلِمَ أَنَّهَا خَامِسَةٌ مِمَّنْ فَاتَتْهُ رَكْعَةٌ أَنْ لَا يَتَّبِعَهُ فِيهَا وَيَقْضِيَ بَعْدَ سَلَامِهِ "[1]. يعني بعد سلام الإمام.
هذا هو المطلوب قبل الوقوع ؛ أنه يحرم عليه أن يتبع الإمام عامدا ، وإذا تبعه فصلاته صحيحة ، قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير :" .. وَحَاصِلُ الْمَسْأَلَةِ أَنَّ الْمَسْبُوقَ بِرَكْعَةٍ إذَا تَبِعَ الْإِمَامَ عَمْدًا فِي الرَّكْعَةِ الَّتِي قَامَ لَهَا وَهُوَ عَالِمٌ بِأَنَّهَا خَامِسَةٌ لِإِمَامِهِ .. فَقَالَ مَالِكٌ إنَّ صَلَاتَهُ صَحِيحَةٌ "[2].
ولكن اختلف هل تجزئه عن ركعة القضاء أم لا ؟
- فقال مالك لا تجزئه ، أي لا تنوب عن ركعة القضاء ، وفي مختصر خليل : (وَلَمْ تَجْزِ مَسْبُوقًا عَلِمَ بِخَامِسِيَّتِهَا). وفي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير :" ..وَهَذِهِ الرَّكْعَةُ لَا تَنُوبُ عَنْ الرَّكْعَةِ الَّتِي سَبَقَهُ بِهَا الْإِمَامُ لِأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْهَا عَلَى أَنَّهَا قَضَاءٌ عَنْهَا بَلْ عَلَى أَنَّهَا زَائِدَةٌ "[3].
وعلى هذا فلا يعتد بالركعة التي قام إليها ، ويلزمه الإتيان بركعة أخرى بدل التي فاتته مع الإمام ، ويسجد السجود البعدي بعد قضائها .
- وقال ابن الْمَوَّازِ :" تُجْزِئُهُ ؛ لِأَنَّ الْغَيْبَ كَشَفَ أَنَّهَا رَابِعَةٌ" [4] ؛ يعني تنوب تلك الركعة التي قام إليها عن ركعة القضاء ؛ فهي رابعة في حقه ، وخامسة في حق الإمام ، ويسجد للسهو بعد السلام مع إمامه.
والله تعالى أعلى وأعلم ؟
----------------------------------------
1- التاج والإكليل لمختصر خليل 2 / 358
2- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1 / 305
3- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1 / 305
4- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 2 / 59 - 60
----------------------------------------
1- التاج والإكليل لمختصر خليل 2 / 358
2- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1 / 305
3- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1 / 305
4- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 2 / 59 - 60
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق