لا يختلف أحد من أهل العلم في أن
أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم قام على تربيته صغيرا وأحاطه بنصرته كبيرا
... وله اشعار في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ... ولكن هل اسلم أم مات مشركا؟
الجواب:
لقد ورد في الاحاديث الصحيحة أنه مات على الشرك ، وهناك من العلماء
من رأى أنه كان يكتم إيمانه كمؤمن آل فرعون ... ولا أريد أن أضيع وقتي في بحث
مسألة لا ينبني عليها عمل في الواقع ، و طواها الزمن وقتلت بحثا وتأليفا.....
وإنما أريد أن أنبه إلى ان بعض الكتاب - ممن ألفوا المتعة الذهنية
في إثارة مثل هذه القضايا- بدل أن يدرسوا المسألة دراسة علمية تقوم على التأصيل
والترجيح والتوجيه للأدلة .. راحوا ينشرون الفتن بين الناس ، ويندبون أبي طالب
ويعتذرون إليه بأن الصحابة ومن جاء بعدهم من التابعين ثم العلماء المجتهدين من
فقهاء أو محدثين أو مفسرين ... كلهم قد اتفقوا على ان يدخلوه الى جهنم ؛ بدافع
الحقد على آل البيت عموما وعلى ابنه علي خصوصا ..
فهل يُعقل مثل هذا الكلام ؟! وكيف يحدث هذا ؟ والنبي صلى الله عليه
وسلم يقول:"لا تجتمع امتي على ضلالة"[اخرجه احمد والطبراني والحاكم
والترمذي وغيرهم]
ولو حدث هذا لكان مقتضاه بطلان الشريعة كلها ، اذ كيف تكون الشريعة
صحيحة ونقلتها مزوِرون ! وكيف يحدث هذا ؟ والله جل جلاله يقول:"إنا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون" والذكر هو الشريعة المؤلفة من القرآن العظيم ومن
السنة النبوية المبينة لمجمله أو المقيدة لمطلقه أو المخصصة لعمومه ....
فالله تعالى يخبر بأنه حافظ لشريعته ، وإخباره تعالى محال أن يوجد
خلافه في الواقع ، والقول بتواطؤ الصحابة على كفر ابي طالب بدافع الحقد على آل
محمد يلزم عنه القول بتواطئهم على تزوير الشريعة ، وهذا يقتضي تكذيب القرآن نفسه ؛
لأن الصحابة هم الوسيلة التي حفظت بها الشريعة.
ثم لماذا إثارة هذه المسألة في هذا الوقت الذي تنزف فيه الامة
الاسلامية ؟ فأبو طالب قد مات منذ قرون وأفضى إلى بارئه ... وهناك احاديث صرحت
بكفره وعلى مقتضاها سار علماء الاسلام ، وهناك بعض العلماء مالوا الى نجاته
استنادا الى امارات عقلية ... ولا عشق لأي مسلم في تعذيب ابي طالب أو غيره ...
فلماذا القيام بهذه الحملة لأبي طالب بعد تلك الحملات التي أقيمت
لإيران وحـــزب الله؟
فهل ابوطالب سيترشح للانتخابات ؟! أم أن نجاتنا تتوقف على نجاته يوم القيامة؟! "ولا تزر وازرة وزر اخرى"
فهل ابوطالب سيترشح للانتخابات ؟! أم أن نجاتنا تتوقف على نجاته يوم القيامة؟! "ولا تزر وازرة وزر اخرى"
لاجرم ان هؤلاء الكتاب لمغرضون ! وما أخال صنيعهم هذا بمعزل عمن
قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم:" يكون في آخر الزمان دجالون كذابون
يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم لا يضلونكم ولا يفتنونكم"[أخرجه
مسلم عن ابي هريرة].
ولو كانوا صادقين في البحث عن الحقيقة لدرسوا المسألة وفق مناهج البحث العلمي ومعاييره اللمتفق عليها بين السنة والشيعة ، بل بين المسلمين وغيرهم ، أما أن يكتبوا عنها بهذا الأسلوب الجارح فهو أمر مريب وغير مقبول.
وأكرر ما قلته في منشور سابق... بأن نكون حذرين من كل ما يُكتب
ويُذاع من الأفكار ، وأن زنها بميزان الشرع المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم وما انبثق عنهما من قواعد وأصول ، على ضوء ما فهمه سلف هذه الأمة ،
والأئمة الهداة الأربعة ، الذين أجمعت الأمة على تلقي مذاهبهم بالقبول إذْ "
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق