قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
"يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا
لمشرك أو مشاحن" "رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح"
يستفاد من هذا
الحديث عدة فوائد هامة ، منها :
1 انه لا فائدة من العبادة كصيام شعبان ونحوه إذا
ما كانت القلوب مظلمة بالشرك أوالشحناء وما أشبه ذلك كالحسد والحقد والعجب والكبر
وتتبع العثرات والعورات .....
2 ان معاصي القلوب تحرم صاحبها من المغفرة ؛ فهي كالحجاب
بينه وبين الله.
و لأجل ذلك كان
نبينا صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على سلامة باطنه ، حتى أنه قال :
"لا تحدثوني بشئ عن أصحابي(ثم
بين العلة فقال)إني أريد أن أخرج إليكم وأنا سليم
الصدر".
الا ان هذه المعاني
تكاد تكون غائبة تماما عن كثير من المتدينين،
والا كيف حرصوا على مظاهر التدين وأشكاله ، ثم أهملوا جوهره وأساسه ، وواقع حياتهم شاهد على ذلك ؛ فهم أحرص الناس على ان يكون القلب مشحونا بألوان الحقد والكراهية لمن يخالفهم في الرأي ، بل ويعتبرون سلامة القلب وصفاءه بدعة وانحرافا عن الدين وضعفا في المنهج !!
والا كيف حرصوا على مظاهر التدين وأشكاله ، ثم أهملوا جوهره وأساسه ، وواقع حياتهم شاهد على ذلك ؛ فهم أحرص الناس على ان يكون القلب مشحونا بألوان الحقد والكراهية لمن يخالفهم في الرأي ، بل ويعتبرون سلامة القلب وصفاءه بدعة وانحرافا عن الدين وضعفا في المنهج !!
والتكبر الذي مقته
الله وجعل جزاءه جهنم اعتبروه عزة إيمانية، وتميزا للمتدين (الناجي) على غيره!!
والسلام الذي أمر
الشرع بإفشائه اعتبروا الامتناع عنه آية الولاء والبراء!!
وهجر المسلم الذي
حرمه الشرع فوق ثلاث اعتبروه تقربا إلى الله!!
والغيبة التي حرمها
الله، واعتبر المغتاب كمن يأكل لحم أخيه ميتا، حولوها إلى غيبة في الله ؛ فلا تصلح
مجالسهم و لا تشحن منشوراتهم إلا بها ..!
وهذه المظاهر السيئة
هي نتيجة لفساد الباطن ؛ إذ لو كان الباطن سليما لأثمر سلوكا حسنا في والواقع .
ومع فساد الباطن فلا
تنفع كثرة العبادة ؛ كما دل على ذلك الحديث المتقدم ، ولهذا ينيغي أن نجتهد في
مجاهدة أنفسنا من أجل إصلاح بواطننا ؛ لإنها هي الدافع الأساسي لإصلاح الظواهر ؛
"والذين جاهدوا فينا
لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق