......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الاثنين، 29 أغسطس 2016

ثقافة الثعالب

ذكر العلماء للإنسان صفاتا وأخلاقا كثيرة ، منها : (صفة الكلبية) ، نسبة إلى الكلاب ، ومن الكلبية تنحدر فصيلة الثعالب ، ومن أهم ما يتصف به الثعلب :

1 الخداع والمراوغة وعدم الوفاء ، حتى صار مضرب مثل لكل من يتصف بتلك الأخلاق الدنيئة ، وفي ذلك يقول الشافعي:

لا خـيـر في ود امــرئ مـتلــون *** حلو اللسـان وقلبه يتلهــب
يلقاك يحلــــف أنه بـــــك واثـق *** وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب

2  ومن صفات الثعلب تحقيره لكل ما لا يستطيع تحقيقه أو الوصول إليه ، وهى أبرز سمة لذوي النفوس الضعيفة ، فتراهم يحقرون كل أنجاز عظيم ، ويستخفون بصنّاعه ويرمونهم بكل تعليق مسيئ ، وما ذلك إلا لعجزهم عن إدراكه وبلوغه ، وقد جاء في أمثال العرب: أن الثعلب وقف يوماً أمام شجرة يتدلى منها عنقود عنب ، وقد رامت نفسه إلتثام ذلك العنقود ، فلم يدرك مرامه فقال : هو حامض !!!
وفي ذلك يقول الشــــاعر:
أيُّهَا العائبُ سَلْمى أنْتَ عِنْدِي كَثُعَالَهْ
رَامَ عُنْقُوداً فَلَمَّا أَبْصَــرَ العُنْقُودَ طَـالَهْ

3  من صفــات الثعلب أنه قناص فلا تفوته فرصــة إلا وقد ركب مركبها ؟؟؟

4 ومن صفاته أنه كثير الجبن، لكنه لفرط خبثه يجري مع كبار السباع ؟؟؟
وكثير هم الذين يحملون تلك الثقافة الثعلبية ، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

بَرَزَ الثَعلَبُ يَومــاً في شِعــــــــــــارِ الواعِظيــنا
فَمَشى في الأَرضِ يَهـــذي وَيَسُــبُّ المـاكِرينا
وَيَقــــــــــولُ الحَمــــدُ لِلــــــــهِ إِلَـــهِ العالَمينا
يـا عِبـــادَ اللَهِ توبــــــوا فَهـــوَ كَهـــفُ التائِبيـنا
وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ الــعَيشَ عَيشُ الزاهِدينا
وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن لِصَـــــــــلاةِ الصُبـحِ فيــنا
فَأَتى الديكَ رَســولٌ مِــن إِمــــــامِ الناسِكيــنا
عَــــــرَضَ الأَمـــــرَ عَلَيهِ وَهــوَ يَرجــو أَن يَلينا
فَأَجــــــابَ الديكُ عُـــــــذراً يـا أَضَلَّ المُهتَدينا
بَلِّـغِ الثَعلَــــــــبَ عَنّي عَن جدودي الصالِحينا
عَـن ذَوي التيجانِ مِمَّن دَخَــــلَ البَطنَ اللَعينا
أَنَّهُـم قالوا وَخَيـرُ الـقَـــــــــــولِ قَولُ العارِفينا
مُخطِـئٌ مَــــــــن ظَـــنَّ يَوماً أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق