......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الاثنين، 13 يونيو 2016

مستحبات الصيام

المستحبات جمع مستحب ، وهو : (ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه) ، ولا ينبغي أن يرغب مؤمن عن فعل ما فيه ثواب ، فغاية المؤمن تحصيل الثواب والنجاة من العقاب ..
ومستحبات الصيام في المذهب المالكي أحد عشر عشر(11) وهي:
- 1 يستحب الاجتهاد في العبادة.
ويشمل ذلك المحافظة على الفرائض والاكثار من النوافل ليلا ونهارا ، وتعمير أوقاته بذكر الله تعالى والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ... خصوصا في العشر الأواخر من رمضان ، اقتداء بخير الخلق الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومع ذلك فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: (كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله))رواه البخاري رقم2024 ).
 - 2يستحب الإكثار من تلاوة القرآن.
فرمضان هو شهر القرآن الكريم ، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قراءة القرآن، وكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن كله في رمضان ، وكان السلف يتفرغون في رمضان لقراءة القرآن ولا يشتغلون عنه بما سواه...
- 3 يستحب الإكثار من الدعاء لا سيما عند الإفطار.
جاء في سنن ابن ماجة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد " (رواه ابن ماجه). ومن الأدعية الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم عند الإفطار :" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " . (رواه أبو داود) ومنها أيضا:" اللهم لك صمت وعلي رزقك أفطرت " (رواه أبوداود ).
وليسأل ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ..لنفسه وأهله ووطنه والمسلمين عامة...
- 4 يستحب الجود والكرم والإكثار من الصدقة
اقتداء بخير البرية عليه الصلاة والسلام ، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ....... فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ". أي أسرع من الريح المرسلة في سرعتها وعمومها ومنفعتها.
وبإمكان الواحد منا أن يصوم رمضان مرتين ، وذلك بأن يفطر معه صائما ، ففي الحديث : "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" (رواه الترمذي في سننه). ولا يشترط أن يأخذه معه إلى بيته ، بل يحصل له ذلك الأجر بأن يشتري له ما يفطر به ، أو يعطيه قيمة ذلك نقودا ، والله أعلم .
- 5 يستحب السحور.
و لا خلاف في استحبابه ، و لا إثم على من تركه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسحروا فإن في السحور بركة " (رواه الشيخان) . وإنما كان السحرور بركة ؛ لأنه يقوي الصائم ويعطيه نشاطا وحيوية ، ويهون عليه الصيام ، ويتحقق السحور ولو بجرعة ماء ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين "(رواه أحمد). ويبدأ وقته من منتصف الليل إلى طلوع الفجر.
- 6 ويستحب تأخير السحور
 لما روي عن عمرو بن ميمون قال:" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطارا وأبطأهم سحورا" (رواه البيهقي بسند صحيح ).
و لحديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: تسحرنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية. (رواه البخاري ومسلم).
- 7 يستحب تعجيل الفطر.
وذلك بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب بشرط ألا يشتغل بالأكل ويؤخر الصلاة عن وقتها ، قال صلي الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر" (رواه البخاري ومسلم ).
- 8 يستحب أن يفطر على تمرات.
ويستحب أن تكون وترا ، 3 أو 5 أو 7 ......فإن لم يجد فعلى شربة ماء ، والإفطار على التمر بالإضافة إلى استحبابه ، فهو يشتمل على فوائد طبية عظيمة النفع ...
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفطر على رُطَبَاتٍ قبل أن يصلِّي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حَسا حسوات من ماء) (رواه ابو داود وغيره ).
- 9 يستحب حفظ الجوارح عن الأفعال والأقوال التي لا إثم فيها.
كفضول الكلام والنظر ..أما الأفعال والأقوال المحرمة فيجب الكف عنها ، كالكذب والغيبة والنميمة .. وأن يغض من بصره عن النظر إلى المحظورات ، مثل مشاهدة الصور الخليعة في الصحف والمجلات ، أو على شاشات التلفاز أو الهواتف ... وأن يتجنب – أيضا – الاستماع إلى الأغاني المحرمة ...
امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب و المحارم ودع عنك أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء "(أخرجه البيهقي في شعب الإيمان).
و قال صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الصيام من الاكل والشرب إنما الصيام من اللغو، والرفث فإن سابك أحد، أو جهل عليك، فقل إني صائم إني صائم ". (رواه ابن خزيمة وابن حبان ).
فقولك لمن سابك أو جهل عليك : (إني صائم إني صائم) معناه أني لا أستطيع أن أنزل إلى مستواك ؛ لأن صيامي يمنعني من ذلك ، وفيه تذكير للمعتدي بما ينبغي أن يكون عليه من الآداب ......
ولا معنى للصيام مع السلوكات السيئة ، وقد جاء في الحديث : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " (رواه البخاري ).
أي ليس لله إرادة في قبول صيامه ، فصيامه مردود غير مقبول.
- 10 يستحب الاعتمار لمن قدر عليه.
لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (عمرة في رمضان تعدل حجة) (رواه البخاري ).
- 11 يستحب الحرص على قيام رمضان
اقتداء بخير الخلق عليه الصلاة والسلام ، الذي قام من الليل حتى تورمت قدماه ، وقال صلى الله عليه وسلم :"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وأفضل القيام ما كان في آخر الليل ، وينبغي أن يكون القائم خاشعا متبتلا ، مستكينا متضرعا وألا يجهر بقراءته ولا يخافت بها.
ويستحسن أن تكون الأضواء خافتة ، فهو ادعى للسكينة والخشوع والصفاء الروحي ... وأن يقرأ من حفظه لا من المصحف ، ولا يشترط ختم القرآن ، بل يكفيه أن يقرأ ما تيسر منه.
ومن القيام صلاة التراويح التي تؤدى جماعة في المساجد ، اقتداء بسنة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، الذي جمع الناس على إمام واحد في صلاة القيام ، من اجل ان يتقوى الناس على أدائها ، إذ لو ترك أمرها للأفراد يؤدونها في بيوتهم - كما كان ذلك في عهد النبوة - لربما تقاعسوا عنها ، ثم تركوها مع طول الزمن ، فالمؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ، فهذا هو مستند عمر رضي الله عنه في جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح.
والقيام في البيت أفضل لمن قوي عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :" فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ"(رواه البخاري ومسلم) . ولان الحكم يدور مع علته عدما ووجودا.
وفي كتاب الأم للإمام الشافعي:
" ...وسألت مالكا عن قيام الرجل في رمضان أمع الناس أحب إليك أم في بيته ؟ فقال: إن كان يقوى في بيته فهو أحب إلي، وليس كل الناس يقوى على ذلك، وقد كان ابن هرمز ينصرف فيقوم بأهله، وكان ربيعة وعدد غير واحد من علمائهم ينصرف ولا يقوم مع الناس، قال مالك: وأنا أفعل مثل ذلك". انتهى
فإذا صلى مع الإمام صلاة التراويح فالمستحسن أن لا ينصرف حتى ينتهي الإمام من صلاة الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله ، ففي الحديث : " من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" (أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي ).
فإذا صلى بعد ذلك في بيته فزيادة الخير خير ، ولكن عليه ألا يجهد نفسه خشية السآمة والملل ؛ فهما آفتان عظيمتان فلنتقهما ، و لنأخذ من الأعمال ما نطيق.
والله اعلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق