......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الأربعاء، 3 أبريل 2013

يا صاحب الذنوب أما آن لك أن تتوب ؟ !



 
                 
            قال سيدنا عبد الله بن عباس مخاطبا أصحاب الذنوب :
يا صاحب الذنب لا تأمن عاقبة ذنبك ، واعلم أن ما يتْبع الذنب أعظم من الذنب نفسه .
فإن عدم استحيائك ممن على يمينك وعلى شمالك وأنت تقترف الذنب لا يقل عن الذنب .
وإن ضحكك عند الذنب وأنت لا تدرى ما الله صانع بك ، أعظم من الذنب .
وإن فرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب .
وإن حزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب  .
وإن خوفك من الريح إذا حركت سترك وأنت ترتكب الذنب مع كونك لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب
 (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم))
يا صاحب الذنب، أتدرى ما كان ذنب أيوب عليه السلام
حين ابتلاه الله عز وجل فى جسده وماله ؟
إنما كان ذنبه أنه استعان به مسكين ليدفع عنه الظلم فلم يعنه
(( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ))


لا تستصغر الذنوب !
فلا تقل هذا ذنب صغير قد يكفره الوضوء مثلا ، فإنه :
(( لا كبيرة مع استغفار و لا صغيرة مع إصرار ))
  قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم:
(( إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وذا بعود وذا بعود حتى جمعوا ما انضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبه تهلكه يا عائشة اياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا ))
((متفق عليه ))



أما آن لك أن تتوب ؟ !
فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول لك :
( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ )
((رواه ابن ماجه (4250) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه))
و ها هو الرحمن الرحيم يناديك :
(( قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
وقال تبارك تعالى :
 (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ))

أحذر التسويف !
ولكن أحذر يا أخي من التسويف فإنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد ، وإن ضمنت حياتك إلى الغد فلا تأمن المعوِّقات من مرض طارئ أو شغل عارض أو بلاء نازل، واعلم أن لكل يوم عملاً، ولكل وقت واجباته، فليس هناك وقت فراغ في حياة المسلم، كما أن التسويف في فعل الطاعات يجعل النفس تعتاد تركها.
 فكن كما قال الشاعر:
تزوَّد من التقوى فإنك لا تدري *** إن جنَّ ليلٌ هـل تعـيشُ إلى الفجــرِ
فكم من سليمٍ مات من غير عِلَّةٍ *** وكم من سقيمٍ عاش حِيناً من الدهرِ
وكم من فتىً يمسي ويصبح آمناً *** وقـد نُسجتْ أكفانُه وهـو لا يـدري.

لا تنسني من دعائك جزاك الله خيرا .