......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات متنوعة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات متنوعة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 11 مايو 2013

القبر موعدنا


ألا تعلم أخي العزيز أن هذا المكان قد أعد لنا كما أعد لغيرنا ؟
فالمطلوب منا أن نتذكر هذا المكان الذي سنرجع إليه لا محالة !
و من يدري : فربما اليوم أوغدا سنكون هناك ؟
فماذا أعددت أخي لأول ليلة تبيتها في قبرك ؟ أما علمت أنها ليلة شديدة ، قد بكى منها العلماء ، وشكا منها الحكماء ، وشمر لها الصالحون الأتقياء؟
القبر يكلم صاحبه
قال مجاهد: "أول ما يكلم ابن آدم حفرته تقول: أنا بيت الدود، وبيت الوحدة، وبيت الوحشة، وبيت الظلمة، وبيت الغربة! هذا ما أعددت لك يا ابن آدم ، فما أعددت لي ؟"
القبر أول منازلِ الآخرة
و جاء في الحديث الصحيح أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي من هذا؟! فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول": إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه" رواه الترمذي وحسنة وابن ماجة .
القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (القبر روضة من رياض الجنة , أو حفرة من حفر النا ر) رواه الترمذي في سننه (2460) والبيهقى فى شعب الإيمان (1/498.
وعن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله وآله وسلم , فأما المؤمن فيقول :
أشهد أنه عبد الله ورسوله . فيقولان : أنظر إلى مقعدك من النار , قد أبدلك الله عز وجل به مقعدا في الجنة . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فيراهما جميعا . وأما الفاجر أو المنافق فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس , فيقال له : لا دريت ولا تليت , ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه , فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين )) أخرجه في البخاري ومسلم.
الأسباب الموجبة لعذاب القبر
وقد وردت نصوص كثيرة في بيان المعاصي  الموجبة  لعذاب القبر منها :
-1 النميمة والغيبة - 2 عدم الاستبراء من البول - 3 الصلاة بغير طهور  - 4 الكذب  
-5
 تضييع الصلاة والتثاقل عنها .  - 6 ترك الزكاة - 7 الزنا -  8 الغلول من المغنم(السرقة)
-9
 الخيانة - 10السعي في الفتنة بين المسلمين  -11 أكل الربا   -12 ترك نصرة المظلوم
-13
 شرب الخمر  -14 إسبال الثياب تكبراً   -15 القتل   -16 سب الصحابة  
-17   الموت على غير السنة.
18 – وكل عمل سيئ كالتبرج وعقوق الوالدين ونحوهما .
الأسباب المنجية من عذاب القبر
كما وردت نصوص في بيان الأسباب المنجية من عذاب القبر ، منها :
1- الرباط في سبيل الله      -  2 الشهادة في سبيل الله- 3  قراءة سورة الملك
 - 4 الموت بداء البطن  - 5 الموت يوم الجمعة.
5- وكل عمل صالح كبر الوالدين والدعوة إلى الله والإصلاح بين الناس.....
 فالواجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، وأن يستعد له بالأعمال الصالحة قبل أن يدخل فيه، فإنه قد سهل عليه الأمر ما دام في الدنيا.
إما إذا دخل القبر فإنه يتمنى أن يؤذن له بحسنة واحدة كصلاة ركعتين أو بتسبيحة واحدة........فلا يؤذن له ، فيبقى في حسرة وندامة.
 فعجبا للأحياء الذين يضيعون أيامهم وأعمارهم في الغفلة و واللهو البطالة ؟!

مواعظ


تفكر في  مشيبك والمآب ودفنك بعد عزك في التــــــــراب

إذا وافيت قبراً أنت فيه تقيم به إلى يـــوم الحســــــــــاب
وفي أوصال جسمك حين تبقى مقطعة ممزقة الإهــــاب
فلولا القبر صار عليك ستراً لنتنت الأباطح والـــــــــــروابي
خلقت من التراب فصرت حياً وعلمت الفصيح من الخطـاب
وعدت إلى التراب فصرت فيه كأنك ما خرجت من التـــراب
فطـــلــق الـــدنيا ثلاثاً وبــادر قــبل مـــوتك بالمـــــــــــتاب
نصحتك فاستمع قولي ونصحي فمثلك لا يدل على صواب
خلقنا للممات ولو تركنا لضاق بنا الفسيح من الرحـــــــاب
ينادي في صبيحة كل يوم لدوا للدود وابنوا للخـــــــــــراب
فهذا الموت موعد كل حي إن حل بيتاً فرق الأحـــــــــباب
يا من بدنياه اشتغل قد غره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
تأهب للذي لا بد منه فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد

 
أنت الذي ولدتك أمك باكياً والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل ليوم تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً.
أخي لا تنسني من دعائك .




 

الأربعاء، 3 أبريل 2013

يا صاحب الذنوب أما آن لك أن تتوب ؟ !



 
                 
            قال سيدنا عبد الله بن عباس مخاطبا أصحاب الذنوب :
يا صاحب الذنب لا تأمن عاقبة ذنبك ، واعلم أن ما يتْبع الذنب أعظم من الذنب نفسه .
فإن عدم استحيائك ممن على يمينك وعلى شمالك وأنت تقترف الذنب لا يقل عن الذنب .
وإن ضحكك عند الذنب وأنت لا تدرى ما الله صانع بك ، أعظم من الذنب .
وإن فرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب .
وإن حزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب  .
وإن خوفك من الريح إذا حركت سترك وأنت ترتكب الذنب مع كونك لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب
 (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم))
يا صاحب الذنب، أتدرى ما كان ذنب أيوب عليه السلام
حين ابتلاه الله عز وجل فى جسده وماله ؟
إنما كان ذنبه أنه استعان به مسكين ليدفع عنه الظلم فلم يعنه
(( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ))


لا تستصغر الذنوب !
فلا تقل هذا ذنب صغير قد يكفره الوضوء مثلا ، فإنه :
(( لا كبيرة مع استغفار و لا صغيرة مع إصرار ))
  قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم:
(( إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وذا بعود وذا بعود حتى جمعوا ما انضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبه تهلكه يا عائشة اياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا ))
((متفق عليه ))



أما آن لك أن تتوب ؟ !
فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول لك :
( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ )
((رواه ابن ماجه (4250) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه))
و ها هو الرحمن الرحيم يناديك :
(( قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
وقال تبارك تعالى :
 (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ))

أحذر التسويف !
ولكن أحذر يا أخي من التسويف فإنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد ، وإن ضمنت حياتك إلى الغد فلا تأمن المعوِّقات من مرض طارئ أو شغل عارض أو بلاء نازل، واعلم أن لكل يوم عملاً، ولكل وقت واجباته، فليس هناك وقت فراغ في حياة المسلم، كما أن التسويف في فعل الطاعات يجعل النفس تعتاد تركها.
 فكن كما قال الشاعر:
تزوَّد من التقوى فإنك لا تدري *** إن جنَّ ليلٌ هـل تعـيشُ إلى الفجــرِ
فكم من سليمٍ مات من غير عِلَّةٍ *** وكم من سقيمٍ عاش حِيناً من الدهرِ
وكم من فتىً يمسي ويصبح آمناً *** وقـد نُسجتْ أكفانُه وهـو لا يـدري.

لا تنسني من دعائك جزاك الله خيرا .