تمهيد
وجه الاستدلال :
2- قال العلامة الآلوسي: في تفسير الآية المذكورة : "والخاتم اسم آلة لما يختم به كالطابع لما يطبع به ، فمعنى خاتم النبيين : الذي ختم النبيون به ومآله آخر النبيين"[16]
الحمد
لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و
بعد/
روي
عن سيدنا حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أنه قال : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ
عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا
كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ
بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :« نَعَمْ ». قلت : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ
الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ :« نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ». فَقُلْتُ : وَمَا
دَخَنُهُ؟ قَالَ :« قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». قُلْتُ : هَلْ بَعْدَ
ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :« نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ
مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ :« هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ : فَمَا
تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ؟ قَالَ :« تَلْزَمُ جَمَاعَةَ
الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ وَلاَ
إِمَامٌ؟ قَالَ :« فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ
بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ »[1].
و
يؤخذ من هذا الحديث أنه ينبغي للمسلم أن يتعرف على مواطن الشر ومواضعه ليتوقاها ؛
و ذلك أن الجاهل بالشر أسرع إليه وأشد وقوعا فيه ، ويروى عن بعض السلف أنه قيل له:
إن فلانا لا يعرف الشر ، فقال أجدر أن يقع فيه[2] .
و
من تلك الشرور التي ينبغي التعرف عليها: ( داع على أبواب جهنم..) أي: مآلهم إليها، وهم (من جلدتنا ) قال القاضي: معناه أنهم
في الظاهر على ملتنا وفي الباطن مخالفون ، وجلدة الشيء ظاهره وهي في الأصل غشاء
البدن [3]. وهذا
ينطبق على الفرق التي تنتسب إلى الإسلام زورا وبهتانا ، ومنها
الـفـرقة المسماة بـــ ( القاديانية ) أو (القرآنية) أو(الأحمدية) التي أسسها (( ميرزا غلام أحمد القادياني )) الذي ادعى النبوة ، و
صار له أتباع منتشرون في أنحاء مختلفة من العالم ينشرون أباطيله وضلالاته ،
وصدق رسول إذ يقول : "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم
ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم "[4] . وقال أيضا :" وانه سيكون في أمتي ثلاثون
كذابون كلهم يزعم انه نبي ‘ وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي "[5]
ونظرا
لظهور هذه الفرقة الضالة ببلادنا ، وخطورتها على مجتمعنا ، وتهديدها لأمننا
واستقرارنا فكريا و ثقافيا وسياسيا ، وبناء على طلب السيد أمين المجلس العلمي -
لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية ميلة – كتبت هذا البحث الموجز،الذي بينت
فيه حقيقة هذه الفرقة وأباطيلها ، و قد هيكلته كالآتي :
تمهيد
|
|
المطلب
الأول
|
التعريف
بالقديانية ومؤسسها
|
المطلب
الثاني
|
أتباع
القادياني وخلفائه
|
المطلب
الثالث
|
عقيدة
القاديانية وأفكارها.
|
المطلب
الرابع
|
جذور
القاديانية وعلاقتها بالصهيونية
|
المطلب
الخامس
|
مواقع
انتشار القاديانية.
|
المطلب
السادس
|
القاديانية
في الجزائر
|
المطلب
السابع
|
دلائل
ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم
|
المطلب
الثامن
|
بعض
النصوص التي يستدل بها القاديانيون
على
استمرارية النبوة والرد عليهم
|
المطلب
التاسع
|
موقف
علماء الإسلام من القاديانية
|
خاتمة
|
المطلب الأول : التعريف بالقديانية ومؤسسها
-- القاديانية فرقة دينية ضالة نشأت بالهند سنة 1900م
، و سميت بالقديانية نسبة إلى مؤسسها (( مرزا غلام أحمد القادياني )) الذي ولد بقرية قاديان
الهندية عام 1839 م
، في أسرة اشتهرت بخيانتها للدين والوطن، فنشأ أحمد القادياني وفياً للاستعمار الإنجليزي ،
وكان أداة لتنفيذ مخططاته الهادفة إلى صد المسلمين وإبعادهم عن دينهم ، و قد
اختارت الحكومة الإنجليزية للقادياني دور المتنبئ ( المدعي للنبو ة ) ليلتف حوله المسلمون و ينشغلوا به عن مجابهة
العدو الإنجليزي المستعمر لأوطانهم .
-- و قد كان والد (( مرزا غلام أحمد القادياني )) مواليا
للحكومة الإنجليزية ومساعدا لها في إخماد الثورة الإسلامية ، و قد أقر غلام
أحمد بموالاة والده للإنجليز ، فقال: " لم تبخل عائلتي ولم تضن،
ولن تبخل ولن تضن بدماء أبنائها في خدمة المصالح الإنجليزية أبداً"[6].
-- وكان غلام أحمد القادياني مصابا بعدة
أمراض نفسية وجسدية، منها:
1- الهستيريا: التي
كانت تسبب له نوبات عصبية عنيفة تؤدي إلى إغمائه أحياناً. 2- الماليخوليا. وهو
نوع من الجنون. 3- مرض
السل. 4- سلس
البول. وقد أصيب بالمرضَيْن الأخيَريْن منذ ادعائه أنه
يتلقى الإلهامات من الله عز وجل[7].
-- في عام 1907م جرى نقاش ومناظرة بين
العالم الهندي المشهور ((الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري )) -أمير جمعية أهل
الحديث في الهند- وبين (المرزا غلام
أحمد القادياني)
حيث أقام ثناء
الله الحجة على القادياني ، وباهله: بأن
الكاذب المفتري منهما سيموت في حياة صاحبه ، فسلِّط الله على القادياني داء
الكوليرا فهلك به في شهر ماي 1908م بمسقط
رأسه (قاديان) وقد دفن بها. و عاش ثناء
الله الأمرتسري بعده أربعين سنة[8] .
-- وقد خلف القادياني وراءه أكثر من خمسين كتاباً ، ومن
أهم كتبه المبلوءة بالدجل: ( إزالة الأوهام ) (إعجاز
أحمدي ) (براهين أحمدية ) ( أنوار الإسلام ) (إعجاز المسيح) (التبليغ) (تجليات إلهية)
المطلب الثاني : أتباع القادياني وخلفائه.
-- ولما هلك المرزا غلام أحمد القادياني خلفه
أحد أتباعه ، وهو : حكيم نور الدين، ثم خلفه ابنه : بشير الدين محمود
أحمد .
-- و لما تأسست باكستان عام 1947م، بقي جماعة من
القاديانيين في قاديان بالهند ، وهاجر الآخرون مع خليفتهم بشير الدين محمود
أحمد إلى باكستان، حيث أسسوا مدينة لهم أطلقوا عليها اسم : (ربوة )
استنباطا من الآية الكريمة : (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) [المؤمنون:
50]
-- وقد انقسم أتباع أحمد القادياني بعد
وفاته إلى فريقتين:
- إحداهما
: فرقة القاديانية : و يرى هؤلاء أن أحمد القادياني نبي مرسل،
و من لا يعتقد ذلك يكون كافراً، وعلى رأس هذه الفرقة : حكيم نور الدين ، والميرزا
بشير الدين أحمد ، وهما خليفتا القادياني من بعده كما سبق .
-
و الثانية: فرقة الأحمدية : ويعرفون بـــ (اللاهورية) نسبة إلى مدينة
لاهور التي تواجدوا فيها، وهي من أهم المدن في شمال باكستان . و يرى هؤلاء أن أحمد
القادياني ليس نبياً ، إنما هو مصلح ملهم ، ومن أشهر رجال هذه الفرقة: خوجة
كمال الدين، و محمد علي الذي يعد من أكثر الشخصيات تأثيراً في فرقة (اللاهورية) ،
وقد قام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ، وألّف كتابا سماه: (بيان
القرآن)حرف فيه العديد من نصوص القرآن العظيم [9].
المطلب الثالث :عقيدة القاديانية وأفكارها.
بدأ غلام
أحمد نشاطه كداعية إسلامي ، حتى يلتف حوله الأنصار ، ثم ادعى أنه مجدد و ملهم
من الله ، ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ، ثم ادعى
النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
1- أن الله يصوم ويصلي وينام
ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
2- أن إله القادياني إنجليزي لأنه يخاطبه
باللغة الإنجليزية .
3- أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً.
5- أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.
3- أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً.
5- أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.
6- أنه لا قرآن إلا ما قدمه
المسيح الموعود (المرزا غلام أحمد القادياني)، ولا حديث إلا ما يكون في
ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادته.
7- يعتقد القاديانيون أن
كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم.
8- يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل
وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.
9- يعتقدون أن قاديان
كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.
-10 نادوا بإلغاء فريضة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية ؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن .
11 - كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر.
-10 نادوا بإلغاء فريضة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية ؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن .
11 - كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر.
12 - يبيحون
الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات.
المطلب الرابع : جذور القاديانية وعلاقتها
بالصهيونية.
-- القاديانية من صنع إنجليزي ، و قد اعترف
القادياني نفسه بهذه الحقيقة ، حيث كتب رسالة إلى نائب الحاكم الإنجليزي في
المقاطعة - بتاريخ: 24 فيفري سنة 1898م – جاء فيها : (والمأمول
من الحكومة أن تعامل هذه الأسرة التي هي من غرس الإنجليز أنفسهم ومن صنعهم بكل حزم
واحتياط وتحقيق ورعاية، وتوصي رجال حكومتها أن تعاملني وجماعتي بعطف خاص ورعاية
فائقة) [11].
و صرح أبو الأعلى المودودي بأن الإنجليز هم من غرسوا
بذرة القاديانية ورعوها وشجعوها وباركوها، لأنها مصدر الفتنة والشقاق في صفوف
المسلمين، ومن العوامل الرئيسية لتمزق شملهم ، وهي أصلح أداة لتحقيق أغراض
الإنجليز الاستعمارية ، وقد أخذ الإنجليز بيدها حتى استفحل أمرها واشتد خطرها،
وعملوا على تسليم القاديانيين المراكز الرئيسية في الإدارة والمدنية والجيش[12].
-- و قد أسس القاديانيون مركز تبشير لديانتهم في
مدينة حيفا بفلسطين زمن الانتداب البريطاني لها ، و انطلاقا من هذا المركز صاروا
يرسلون دعاتهم إلى البلاد العربية وغيرها .
ولما انسحبت بريطانيا من فلسطين بعد أن سلمتها لليهود ،
اتخذ القاديانيون مركزا آمناً في الكيان الصهيوني الجديد ، و تلقوا منه
دعما ورعاية ، ولا يزال مركزهم موجود في إسرائيل إلى يومنا هذا ،
و يقع في جبل الكرمل بمدينة حيفا ، ولهم فيه مسجد و مدرسة ، ودار للتبشير، ومكتبة
عامة ، ومكتبة أخرى لبيع الكتب ، ويصدر هذا المركز مجلة خاصة باللغة العربية اسمها
(البشرى) تتولى توزيعها السفارات اليهودية في العالم ، كما يقوم
بترجمة كتب ونشرات الميرزا غلام أحمد القادياني إلى
اللغة العربية[13].
المطلب الخامس : مواقع انتشار القاديانية.
-- يعيش معظم القاديانيين في
الهند وباكستان ، وقليل منهم في إسرائيل والعالم .
-- ولهم نشاط وتواجد في بعض البلدان الأوربية ،
فلهم مراكز إسلامية في (لندن) و (هامبورج بألمانيا) وفي (مدريد
بأسبانيا) وفي (زيورخ بسويسرا)
-- ولهم مراكز ونشاط في بعض
بلدان آسيا ، منها : (سيلان) و (بورما) و(ماليزيا) و (إندونيسيا)
-- ولهم أيضا نشاط في أفريقيا ، ولهم فيها ما يزيد عن خمسة آلاف
مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية. وأهم مراكزهم توجد في (نيروبي
بكينيا) و( تابور ) و ( كوسومو ) و ( ليندي) و (جينجا) و(سيراليون)
و (نيجيريا)
-- وللقاديانية تواجد في أمريكا ، حيث بدأوا
نشاطهم في مدينة (شيكاغو) ولهم الآن ثلاثة مراكز في كل من (نيويورك) و (واشنطن) و
(سان فرانسيسكو) [14].
المطلب السادس : القاديانية في الجزائر
-- وحسب ما جاء في جريدة الشروق
اليومي – الجزائرية – الصادرة : (يوم الأربعاء 13 فيفري 2013 ميلادي الموافق لـ 2
شهر ربيع الثاني 1434 هجري) أنه قد تم رصد شبكة من القاديانيين تنشط على محور (بسكرة) و (غرداية) و (العاصمة) يقودها بعض اللاجئين السوريين
الذين فروا من بلدهم بسبب الوضع الأمني الخطير في سوريا ، واستضافتهم عائلات
جزائرية ، حيث يسعون إلى نشر المذهب القادياني بين الشباب الجزائري ، للزج به
في متاهات مذهب خطير كفرته كل المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي.
-- وأضافت جريدة الشروق
اليومي أن مصادرها لم تحدد عدد أفراد هذه الشبكة التي تروج لنشر هذا
المذهب الذي استغل أتباعه جهل بعض الجزائريين بالإسلام ، ونشروه بينهم على
أنه دين (أحمدي) يدعو الى السلام والتقوى ،
وينبذ العنف والتعصب، بينما هو فكر فاسد يسعى إلى تشكيك المسلمين في عقيدتهم
لا غير.
-- بينما تنشط شبكة أخرى على
مستوى منطقة القبائل ، مثلما أفاد به (الشيخ محمد حاج عيسى) وهو داعية جزائري ، حيث روى
للشروق كيف اتصل به ثلاثة طلبة بجامعة (تيزي وزو )في العشرين من أعمارهم ، ينحدرون من
بلدية (إبردوران دائرة بني يني) و قد تبين للشيخ من خلال لقائه بهم أنهم
من أتباع القاديانية ، وأن هدفهم من الاتصال به إشهاريا أكثر منه إظهارا للحق.
-- ويضيف (الشيخ محمد حاج عيسى) في حديثه للشروق أن هناك جماعة
أخرى تكونت في (ذراع
بن خدة) تقوم بتأدية
الصلاة في إحدى البيوت القاديانية ؛ لأن أتباعها يعتبرون المسلمين كفارا لا
تجوز الصلاة معهم.
-- وفي مساعيهم لنشر أفكارهم
، يعملون على نشر المطويات والكتب التي تعرف بالقاديانية على غرار كتاب (الجماعة الإسلامية الأحمدية ) والكتب التي تحاول
الدفاع عنهم ككتاب ( لماذا ينقمون منا
؟)
-- وتعتبر منطقة ( أزفون) من أكثر المناطق التي ينتشر
فيها أتباع القادياية الذين ازداد عددهم بعد أن استفادت قناة ( أم تي أ ) العربية الفضائية ، لسان
حال الأحمدية القاديانية ، من تردد جديد على القمر هوت بيرد ، وهو القمر الذي
يستقبله سكان المنطقة كثيرا ، ولما كانت هذه القناة تتحدث باسم الإسلام ، فقد
استطاعت أن تستقطب إليها الكثير من الناس وهم لا يعلمون أنها تدس السم في
العسل.
الطلب السابع : دلائل ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم .
يعترف ميرزا غلام أحمد القادياني بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن المنزل عليه من
الله تعالى ، ولكنه يدعي أن باب النبوة لم يغلق بعد النبي ، وأن نبوته( القادياني) نسخت نبوة سيدنا محمد الله عليه وسلم.
الـــــــــرد على هذا الإدعاء الكاذب : لقد
دلت الأدلة القاطعة من الكتاب والسنة واللغة العربية والإجماع على أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين،
وأنه لا نبي بعده إلى يوم الدين .
[أ] ـ
أدلة ختم النبوة من القرآن العظيم .
فيقال
للدجال القادياني وأتباعه : أنكم تعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته ، بل وتحتجون على
بعض مطالبكم بالنصوص القرآنية ، فإن القرآن العظيم يقول: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ
وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيماً ) [الأحزاب40].
وجه الاستدلال :
فهذه
الآية صريحة بأن النبوة ختمت به صلى الله عليه وسلم ، و لا تحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان ، فمعناها
واضح لدى كل من له أدنى معرفة باللغة العربية ، ولا يفهم منها إلا أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، ولم يخالف
في هذا المعنى أحد من العرب والعجم طيلة اثني عشر قرنًا ، حتى أتى هذا الدجال
القادياني في القرن الثالث عشر، فزعم أنه نبي يوحى إليه ، وأتى بتفسير
جديد لقوله تعالى : " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " ، فهل هو أعلم بتفسير كتاب الله من الصحابة
الذين شاهدوا التنزيل و عايشوا الرسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلوا عنه القرآن وسنته
القولية والفعلية بكل دقة وإخلاص.
أم هو
أعلم من علماء الإسلام قاطبة الذين مارسوا كتاب الله وتفسيره ، وخبروا اللغة
العربية ومفرداتها وعلومها من نحو وصرف وبلاغة ، وعرفوا أصول الشريعة
الإسلامية وفروعها ومقاصدها وأسرارها .
فإن كل
هؤلاء مجمعون على أنه لا نبي بعد سيدنا محمد ولا كتاب سماوي بعد القرآن، و أن
من ادعى النبوة بعد الرسول والقرآن فقد باء بالضلال والكفران ، ووجب قتله إن
لم يتب من دعوى النبوة أو الرسالة.
و من
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ "
-1 قال الحافظ ابن كثير في تفسير
هذه الآية :"فهذه
الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى ؛ لأن
مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ..."[15]
2- قال العلامة الآلوسي: في تفسير الآية المذكورة : "والخاتم اسم آلة لما يختم به كالطابع لما يطبع به ، فمعنى خاتم النبيين : الذي ختم النبيون به ومآله آخر النبيين"[16]
-3 و
قال الإمام
الحافظ محمد بن جرير الطبري - في تفسير قوله تعالى- : ".. وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ
النَّبِيِّينَ ..." "أي: آخرهم"[17]
ولم
يختلف أحد من أهل التفسير في أن معنى " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أنه صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده.
[ب]:
دلالة اللغـــــة العربيــة على ختم النبوة.
1- قال ابن منظور : ختم فلان القرآن إذا
قرأه إلى آخره ، قال ابن سيده: ختم الشيء ، يختمه ختمًا بلغ آخره، وخاتم كل
شيء وخاتمته عاقبته وآخره واختتمت الشيء ، نقيض افتتحته، وخاتمة السورة
آخرها، وختام القوم وخاتمتهم آخرهم ، ومحمد خاتم الأنبياء، والخاتم من أسماء النبي ،
وفي التنزيل العزيز : {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ
اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }
أي آخرهم[18].
2- وقال الزبيدي : " الخاتم من كل شيء
عاقبته وآخرته... والخاتم آخر القوم .. ومنه قوله تعالى: " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أي . آخرهم ، ومن أسمائه
الخاتَم والخاتِم، وهو الذي ختم النبوة بمجيئه[19].
ولو
تتبعت كل كتب اللغة ومعاجمها لوجدتها لا تخرج عن هذا المعنى. لكن القاديانيين عميت
بصائرهم ، فراحوا
يتبعون دجالا يحسبونه نبيا من بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، وصدق الله العظيم إذ يقول : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن
تعمى القلوب التي في الصدور "
[ج] : أدلة
ختم النبوة في الأحاديث النبوية
بينت
السنة النبوية أنه صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده ، والأحاديث الدالة
على ذلك أكثر من أن تحصى في هذا المقام ، نذكر منها :
-1قال
رسول الله صلى
الله عليه وسلم " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي
كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له
ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"[20]
-2 وقال صلى الله عليه وسلم:"فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ،
ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى
الخلق كافة ، وختم بي النبيون[21]"
[د] انعقاد
الإجماع على ختم النبوة.
لقد أجمع
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقطاع النبوة بعد النبي ، واتفقت كلمتهم على
قتال مسيلمة الكذاب والحكم بكفره وردته ، و لم يشذ منهم في ذلك شاذ ، مع أن
مسيلمة كان مقرًا بنبوة محمد ، وكان يؤذن للنبي ويشهد في الأذان أن محمدًا
رسول الله ، وكان مؤمنًا بالقرآن يرى العمل به فرضًا، وإنما كان يفسر القرآن
حسب أهوائه ويدعي الإلهام ، وكان يدعي أنه أشرك في نبوة محمد فكان أول
فاتح لباب نبوة تابعة للشريعة المحمدية ، وكل من ادعى ذلك في العصور الأخيرة
كان تابعًا له.
ثم أجمع المسلمون في كل عصر على
انقطاع النبوة بعد محمد ، وأن كل من يدعيها فهو مارق من الدين، متبع غير سبيل
المؤمنين.
-- قال أبو حامد الغزالي ( ت 505هـ) :" إن الأمة فهمت بالإجماع من هذا اللفظ ـ أي لا نبي بعدي ـ ومن قرائن أحواله انه افهم عدم مجيء نبي بعده أبدا وعدم رسول أبدا وانه ليس فيه تأويل ولا تخصيص فمنكر هذا لا يكون إلا منكر الإجماع" [23]
-- قال أبو حامد الغزالي ( ت 505هـ) :" إن الأمة فهمت بالإجماع من هذا اللفظ ـ أي لا نبي بعدي ـ ومن قرائن أحواله انه افهم عدم مجيء نبي بعده أبدا وعدم رسول أبدا وانه ليس فيه تأويل ولا تخصيص فمنكر هذا لا يكون إلا منكر الإجماع" [23]
-- وقال القاضي عياض ( ت 476هـ(:" أخبرـ صلى الله عليه وسلم ـ انه خاتم النبيين لا نبي
بعده وأخبر عنه الله تعالى انه خاتم النبيين وانه أرسل للناس كافة ، وأجمعت
الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا
تخصيص "[24]
-- وقال زين الدين بن نجيم (ت 970) :" إذا لم
يعرف أن محمدا آخر الأنبياء فليس بمسلم لأنه من الضروريات".[25]
المطلب الثامن: بعض النصوص التي يستدل بها
القاديانيون على استمرارية النبوة والرد عليهم
يستدل
القاديانيون على عدم انقطاع النبوة بجملة من النصوص القرآنية والنبوية ، فسروها
حسب أهوائهم ، منها [26]:
[أ] النصوص القرآنية:
1- قوله تعالى : "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع
الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء 70] . فقالوا : أن
الذي يطيع الله ومحمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعلى قدر إطاعته يكون من الصالحين أو الشهداء أو
الصديقين أو النبيين معتبرين أن (مع )
بمعنى (من) في الآية كما في قوله تعالى
:" وتوفنا
مع الأبرار".[ آل عمران 193]
والجواب: انه لم يقل احد من علماء
اللغة العربية بأن (مع ) تأتي بمعنى (من) ثم إذا كانت (مع ) بمعنى (من) فإن النبوة بهذا المعنى أصبحت
كسبية كما يقول الفلاسفة ، وهي ليست كذلك وإنما هي اصطفاء من الله ، لقوله
تعالى :" الله اعلم حيث يجعل رسالته "[ الأنعام 24]
ثم من
كان أكثر طاعة لله وللرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصحابة والتابعين ، ومع ذلك لم يدع أحد منهم النبوة ،
أما عن قوله : "وتوفنا مع الأبرار" أي ألحقنا بهم .
2- - قوله تعالى :" يا بني آدم إما يأتينكم رسل
يقصون عليكم آياتي فمن أتقى وأصلح فلا خوف
عليهم ولا هم يحزنون ".[ الأعراف 35]
وقوله تعالى : "الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس" [الحج 75]
فزعموا : أن هذه الآيات تدل على مجيء الرسل بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لان لفظ (يأتينكم) (ويصطفي) جاءتا بصيغة المضارع المعبر عن المستقبل. .
والجواب:أن هذه الآيات تقصد الرسل قبل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن هذا الإطلاق قيد بقوله تعالى " وخاتم النبيين " ثم إن هناك آيات كثيرة في القرآن جاءت بصيغة المضارع ويقصد بها الزمن الماضي وهذا من بلاغة القرآن مثل "فلم تقتلون أنبياء الله ".[ البقرة 91] أي قتلتم . وقوله تعالى : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين" أي ما تلت وهذا ينطبق على قوله تعالى " يصطفي" أي اصطفى ، وقوله "يأتينكم" أي أتى وكلها صيغ بالمضارع عبرت عن الزمن الماضي.
وقوله تعالى : "الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس" [الحج 75]
فزعموا : أن هذه الآيات تدل على مجيء الرسل بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لان لفظ (يأتينكم) (ويصطفي) جاءتا بصيغة المضارع المعبر عن المستقبل. .
والجواب:أن هذه الآيات تقصد الرسل قبل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن هذا الإطلاق قيد بقوله تعالى " وخاتم النبيين " ثم إن هناك آيات كثيرة في القرآن جاءت بصيغة المضارع ويقصد بها الزمن الماضي وهذا من بلاغة القرآن مثل "فلم تقتلون أنبياء الله ".[ البقرة 91] أي قتلتم . وقوله تعالى : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين" أي ما تلت وهذا ينطبق على قوله تعالى " يصطفي" أي اصطفى ، وقوله "يأتينكم" أي أتى وكلها صيغ بالمضارع عبرت عن الزمن الماضي.
3- قوله تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ".[المائدة 4]
قالوا : أن الآية ذكرت إتمام النعمة ، والنبوة هي أعظم نعمة من أنعم الله ، فلو كانت منقطعة لما كانت النعمة تامة ، بل كانت ناقصة على حد زعمهم . .
والجواب:أن هذه الآية حجة على الذين يقولون باستمرار النبوة لا حجة لهم ، فالآية ذكرت اكتمال الدين وما دام الدين قد اكتمل فأي حاجة إلى نبوة جديدة ، أما تفسير النعمة على أنها النبوة فهذا يحتاج إلى دليل ولم يذكروا دليلا ، وإن النعمة تطلق ويراد بها عدة معان ونعم الله كثيرة.
قالوا : أن الآية ذكرت إتمام النعمة ، والنبوة هي أعظم نعمة من أنعم الله ، فلو كانت منقطعة لما كانت النعمة تامة ، بل كانت ناقصة على حد زعمهم . .
والجواب:أن هذه الآية حجة على الذين يقولون باستمرار النبوة لا حجة لهم ، فالآية ذكرت اكتمال الدين وما دام الدين قد اكتمل فأي حاجة إلى نبوة جديدة ، أما تفسير النعمة على أنها النبوة فهذا يحتاج إلى دليل ولم يذكروا دليلا ، وإن النعمة تطلق ويراد بها عدة معان ونعم الله كثيرة.
[ب] النصوص النبوية:
والجواب: أن هذا الحديث ضعيف
لا تقوم به حجة ، ففي إسناده إبراهيم بن عثمان قال البخاري : سكتوا عنه ،
وقال النسائي : متروك ، وقال الترمذي : منكر الحديث ، وقال أحمد : منكر
الحديث ، وقال ابن أبي حاتم : ضعيف الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وقال
الهيثمي : ضعيف جدا ، وقال ابن المبارك : ارم به ، وقال الجوزاني : ساقط .
2- قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" قولوا خاتم الأنبياء ولا تقولوا
لا نبي بعده"[29]
والجواب: إن هذه الرواية منقطعة الإسناد بين جرير بن حازم وبين عائشة؛لأنها ماتت قبل مولده ، وبهذا يكون الحديث ضعيفا لا تثبت به الأحكام .
والجواب: إن هذه الرواية منقطعة الإسناد بين جرير بن حازم وبين عائشة؛لأنها ماتت قبل مولده ، وبهذا يكون الحديث ضعيفا لا تثبت به الأحكام .
والجواب: أن هذا الحديث لا
يوجد له إسناد وبهذا فهو ضعيف جدا.
والملاحظ
أن القاديانيين يستدلون بهذه النصوص دون دليل عليها ، بل هي استنتاجات من
وحيهم ، ولم يقل احد من السلف الصالح من الصحابة والتابعين والمفسرين بان هذه
النصوص تفيد استمرار النبوة بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم أهل القرآن
وأكثر فهما منا لمعاني آيات القرآن. وهكذا لو تتبعنا كل الشبهات القاديانية
لوجداها مجرد أباطيل لا تقوم بها حجة ..
المطلب التاسع: موقف علماء الإسلام من
القاديانية
لقد تصدى
علماء الإسلام لهذه الحركة منذ ظهورها ، وممن تصدى لهم :
-- الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل
الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته.
-- وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة
"ميرزا ناصر
أحمد" والرد
عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة
قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر
المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
n وفي
شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم
الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع
أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب
المؤتمر أيضا المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في
قبور المسلمين.
n و أكد
مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في رده على جمعية
البهائيين في مدغشقر، أن من يعتقد بالبهائية أو البابية أو القاديانية، يعد مرتدا
عن دين الإسلام، لأن من يعتقد بهذه المذاهب يعتقد بالنبوة لغير النبي صلى الله
عليه وسلم، الذي ختم الله به النبوة، وهو ما يعد مخالفا لصريح القرآن الكريم: 'ما
كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء
عليما'، كما يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا العاقب فلا نبي بعدي"
-- وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع
والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع
الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة
المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما
صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
الخاتمة
ومن خلال
ما قد سبق يتبين لنا ما يلي :
-- أن هذه الفرقة خارجة عن ملة
الإسلام بإجماع المسلمين.
-- أنها تتخذ من الإسلام غطاء لها لخدمة مصالح
أجنبية ، وتحقيق أغراض هدامة ، تتمثل في إخراج المسلمين عن دينهم ؛ ليتمكن منهم
أعداؤهم .
-- أنها بدأت تتغلغل في البلدان العربية
ولإسلامية، مستغلة الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي والعربي ، وقد ساعدها على
ذلك جهل كثير من المسمين بدينهم .
-- أنه ينبغي أن تتكاتف جهود أهل العلم في التصدي
لهذه الفرقة ، بتوعية المسلمين وتنبيههم إلى مخاطرها وأبعادها . وأن لا
يقتصروا في ذلك على المساجد فحسب .
-- وعلى ولاة الأمور أن يأخذوا هذا الأمر بجدية ،
فيتخذوا من الإجراءات ما يرونه مناسبا لوضع حد لنشاط هذه الفرقة.
n وفي
الأخير نذكر بعلامات المبشرين القاديانيين ، ومن أبرز ها: -
أنهم حين يبدأون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى
- عليه الصلاة والسلام - .
- فإذا
تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهي ذكر الأحاديث الواردة
بنزول عيسى - عليه الصلاة والسلام - ويتظاهرون بالإيمان بها .
- ثم
سرعان ما يتأولونها ، ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته ، بأن المقصود نزول
مثيل عيسى ! وأنه هو غلام أحمد القادياني ! ولهم من مثل هذا التأويل الشيء
الكثير والكثير جدا .
اللهم احم المسلمين في مشارق
الأرض ومغاربها من مكائد أهل الزيغ والضلال ، ووفقهم إلى العمل بكتابك وسنة
نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمنهم اللهم في أوطانهم ، ووفق ولاة أمورهم لما
فيه خير العباد والبلاد ، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الهوامش
[8] انظر : أبو الأعلى المودودي - المرجع نفسه ص 19. ----وانظر :علي الندوي - القادياني
والقاديانية - ص 28-29.
-
أبو الحسن الندوي القادياني والقاديانية -
دراسة تحليلية- ص 76-77- وحسن عيسى عبد الظاهر- القاديانية نشأتها
وتطورها- ص 169-170 .
[15] أبو الفداء إسماعيل بن كثير. تفسير القرآن العظيم.
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م ج 6 / ص 428
[16] شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي.. روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسبع المثاني . السورة 33 . الآية 40
[17] محمد بن جرير الطبري. جامع البيان في تأويل القرآن .
الناشر : مؤسسة الرسالة. الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م ج
20/ ص 278
[18] محمد بن مكرم بن منظور . لسان العرب. الناشر:دار
صادر– بيروت- الطبعة الأولى (دت) حرف الميم . مادة ختم . ج 12/ ص 163