ذِكْرَاكَ تَنْبُضُ فِي قَلْبِي مَدَى العُمُرِ
وَتَرْوِيَـنْ لِلــشَّعُــــوبِ أَرْوَعَ الـسَّـــيَرِ
مِنْ رَيِّهَا فَاضَ سَيْلُ الْحُبِّ مُنْهَمِراً
يَسْقِي الْبِلاَدَ وَيُطْفِي جَمْــرَةَ الشَّــرَرِ
لَبَّيْــتَ دَاعِيَـــةَ الْجِهَـــادِ فِي عَجَلٍ
كَمْ جُلْتَ فِي رَاسِيَاتٍ رَاعَ مَنْظَرُهَا
تَصِـيـدُ جَيْــشَ فِـرَنْسَا غَيْـــرَ مُنْقَهِـرِ
وَإِنْ تَتَــرَّسَ بِالــدُّرُوعِ تَفْجَعُــهُ
فِــي كُـــــلِّ آوِنَـــةٍ كَضَيْغَــمٍ هَصِــرِ
وَكَمْ رَصَاصٍ عَزَفْتَ فِي الْوَغَى نَغَمَهْ
أَلَــذَّ فِي النَّفْــسِ مِــنْ نَايٍ وَمِـنْ وَتَرِ
فَيَــالَــهَا وَقَــفَـــاتٌ عَــــزَّ نَـائِــلُــهَا
تُبْرِي النُّفُــوسَ مِـنَ الْأَسْقَامِ وَالْكَدَرِ
اَللهُ أَكْبَــرُ جَاءَ النَّصْـــرُ وَانْدَحَرَتْ
جَحَافِــلُ الْحِلْــفِ فِي ذُلٍّ وَفِي ذُعَرِ
بِعَزْمِـــكُــمْ أَيُّــهَا الْمُجَاهِــدُ الْبَطَــلُ
نَالَــتْ جَـزَائِـــرُنَا مِــنْ كُــلِّ مُفْتَخَـرِ
ظَـلَّـيْـتَ لِلشُّهَــــدَاءِ مُخْلِــصًا أَبَــدًا
وَصُنْتَ عَهْــدَهُــمُ مِنْ كُــلِّ ذِي غَدَرِ
بَلَغْتَ بِالْجَيْــشِ مَرْقًى غَيْـرَ مُسْتَبَقٍ
صَنَعْتَ سِـرْبًا مِنَ الْأَشْــبَالِ كَالصُّقُرِ
فَــمِــنْ زَئِيــرِهُـــمُ الْعَــدُوُّ لَـــمْ يَنَمِ
وَمِــنْ صَــلاَبَتِهِــمْ قِــــوَاهُ فِـي خَوَرِ
يَوْمَ الْحَــرَاكِ إِذِ الْقُلُــوبُ مُنْفَطِــرَهْ
وَالجَيْشُ مُسْتَنْفَرٌ وَالَشَّعْبُ فِي حَذَرِ
وَالرَّاعِ فِي دَنَفٍ وَالْخَصْــمُ مُرْتَقِبٌ
وَخَــاتِــــلٌ دُونَــهُ يَكِيـــــدُ بِالسَّـحَــرِ
أَقْسَمْتَ يَا أَحْمَــدُ الصَّالِــحُ قَــائِدُنَا
بِاللهِ ذِي الْمَــجْــــدِ مَــا دَمٌ بِمُنْهَــدِرِ
بَـرَّ الْإِلَـهُ يَمِيـــنَ الصَّــادِقِ الْحَزِمِ
وَالصِّدْقُ مُنْجٍ مِنَ الْأَهْــوَالِ وَالضَّرَرِ
حَــتَّى بَلَغْتَ بِهَـــذا الشَّعْبِ مَأْمَنَهُ
وَلَــمْ تَــدَعْ ثَغْـــرَةً لَخَــاتِـــلٍ أَشِــرِ
وَأَصْبَحَ الْوَطَنُ المَصُونُ جَانِبُهُ
مُحَصَّنًا آمِــنًا مِـــنْ أَيِّــمَا خَطَــرِ
أَتَى الْمَلَاكُ لِيَرْتقِىِْ بِرُوحِكُمُ
وَالْعُــمْــرُ مُسْتَطَـرٌ مَدَاهُ في الْقَدَرِ
فَالشَّعْبُ فِي وَلَهٍ مِنْ هَوْلِ صَادِمَةٍ
حَتَّى غَــدَا مِنْ أَسَى الدُّمَاعُ كَالْمَطَرِ
وَالْحُشُودُ حَوْلِ الرَّمْسِ جَاثِيَةٌ
تَبْكِــي أَبًا كَــانَ فِـي الظَّلْمَاءِ كَالْقَمَرِ
نَمْ هَادِئًا غَيْرَ خَائِفٍ عَلَى وَطَنٍ
حَمَيْتَهُ الدَّهْــرَ فِي الْآصَــــالِ وَالْبُكُرِ
فَالنَّشْءُ بَعْدَكَ رَاشِدٌ، بِاللهِ مُعْتَصِمٌ
وَاللهُ مِنْهُ جَمِيــلُ الْحِــفْــظِ وَالظَّفَرِ
يَا رَبِّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ يَا صَمَدُ
وَجَـــازِهِ نُـــزُلَ الْجَــنَّــاتِ والنَّهَـــرِ
وَالْحَمْدُ للهِ ذِي الْجَلَالِ وَالْكَرَمِ
ثُمَّ الصَّـــلَاةُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِـنْ مُضَرِ
وَآلِهِ الشُّرَفَا وَصَحْبِهِ الْكُرَمَا
عَــدَّ دِمَــا الشُّهَــدَا وَالْأَنْجُــمِ الزُّهُرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق