صلاة الحاجة

وهي أن تصلي في أوقات حل النافلة ركعتين  ، تتوسل بهما إلى الله تعالى ، وتقرأ فيهما بأم الكتاب وما تيسر من القرآن من غير تحديد  ، وبعد التسليم منهما تحمد الله تعالى وتثني عليه بما هو أهله ، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم تشرع  في الدعاء والتضرع ؛ وتسأله تعالى أن يقضي لك حاجتك وما أهمك من أمور دينك ودنياك.

وقد اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى استحبابها ، واختلفوا في عدد ركعاتها ، وهي عند فقهائنا ركتعتان كما ذكرنا.

ودليل مشروعيتها ما أخرجه الترمذي (497) ، وابن ماجه (1984) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَال: قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لْيُصَل رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَقُل: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُل بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُل إِثْمٍ، لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".

ويؤده ما أخرجح أحمد في مسنده (23299)عن حذيفة قال:"كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى".

ولك أن تدعو الله بما شئت وبما تعرف من دعاء ، ويستحسن أن تلح في الدعاء ، وأن تكثر من التضرع والتذلل والانكسار بين يدي ذي الجلال والاكرام ، وأن تكون موقنا بلإجابة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُتِمُّهُمَا ، أَعْطَاهُ اللهُ مَا سَأَلَ مُعَجِّلًا أَوْ مُؤَخِّرًا ".(رواه أحمد27497).

فإذا تكاثف همك ، أوكثر غمك وتضــــــــــــــــــــــاعف حزنك  ...  فتوسل إلى الله بصلاة الحاجة.

وإذا ركبك الدين ، أوأصـــــــــــــــــــابك الفقر وهزَّتك الأزمات ...  فتوسل إلى الله بصلاة الحاجة. 

إذا طــــــوَّقتك الحــــــــــــوادث،أوحلَّــــــت بك الكــــربــــــات  ...  فتوسل إلى الله بصلاة الحاجة.

وإذا مكر بك الماكرون ، أوتكالب عليك الحاقدون والحاسدون  ...  فتوسل إلى الله بصلاة الحاجة.

وبإذنه تعالى سينقلب حزنك سروراً،وهمك فرحاً،وغمك راحة،وكربك فرجاً،وهزيمتك نصراً عزيزاً.

فاشدد يديك بحبل الله معتصماً        فإنه الركن إن خانتك أركان