......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الأحد، 28 أغسطس 2016

اساءة اهل السنة الى السنة

استسمح إخوتي الكرام ان اخرج قليلا عما الفت نشره من موضوعات فقهية ونحوها .... لألفت الأنظار الى قضية مصيرية يجب ان نراجع فيها انفسنا بجدية ، ونقف فيها على مواطن الخلل الذي اصاب امتنا العظيمة ...وهي كثيرة ومتعددة ... وإنما اريد أن اشير - هنا - إلى عوامل التمدد الشيعي الذي صار يسير بسرعة المطر إذا استدبرته الريح ... والذي ارى من أهم اسبابه:
اساءة اهل السنة الى السنة.
ففي الوقت الذي تقارب فيه الأباعد من مختلف الملل والنحل ، وتجاوزوا خلافاتهم ليوجهوا جهودهم لخدمة قضاياهم الكبرى ذات المصير المشترك الهادف إلى محو الكيان الإسلامي من المعمورة وفق مخطط ممنهج ومدروس بدقة عالية ..
في ذات الوقت نجد مسلمي السنة يتناحرون .. يلعن بعضهم بعضا .. ويخذل بعضهم بعضا .. ويتربص بعضهم ببعض..
 بالأمس تواطؤوا على على إسقاط النظام العراقي وتدمير جيشه الذي كان من اقوى الجيوش العربية في المنطقة .. فحل مكانه النظام الشيعي ..ثم الحشود الشعبية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ..فابادوا اهل السنة إبادة ممنهجة .. واهلكوا الحرث والنسل..وتم ذلك كله ويتم في صمت مذهل من كل الأمم السنية كما يدعون.
ثم خذلوا الشعب السوري وتركوه يواجه مصيره - من ابادة وتشرد ودمار - بمفرده.
 ثم تآمرورا على إسقاط النظام الشرعي في مصر الذي كان سيقف شوكة في حلق الصهيونية والتمدد الرافضي..واستبدلوه بنظام ماجن راع للمصالح الغربية والصهيونية بجدارة ، ولا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.
 ولم يلمحوا من قريب ولا من بعيد لما يتعرض له شعب بورما المسلم من إبادة فاقت بكثير قصة اصحاب الاخدود...بل هم يوفرون الرعاية الرسمية لسفرات النظام البوذي الذي يبيد المسلمين وينتهك اعراضهم ويستبيح حرماتهم على مراى ومسمع من العالمين ...
 وبعيدا عن السياسة ..وفي المجال الديني نجد الصراع بين مسلمي السنة على اشده ... يتبادلون السب والشتم والطعن بعبارات من الطراز العالي .. ويتعبدون الله ببغض علمائهم والطعن في تراثهم ومحو آثارهم ... وكأن الاصل العام الذي قام عليه بنيان الاسلام هو الحقد والكبر والعداوة والبغضاء ..؟!
ولو ذهبنا نعدد مواطن الخلل و الخيانة والخذلان في امتنا لأعيانا إحصاؤها.
لندرك بعد ذلك ان التمدد الشيعي السريع انما جاء نتيجة لهذه السلوكات المشينة والمواقف المخزية .. فكأن التشيع اصبح هو البديل الوحيد في نظر الكثيرين ..فهرعوا يلوذون به ويحتمون بحماه ..!!
ذلك لأن الشيعة اليوم قد ظهروا اكثر تلاحما وتضامنا وتمسكا بمبادئهم ولو كانت ضلالا او نفاقا او مجونا في نظرنا ...
فهم لم يفرطوا في النظام العلوي في الشام كما فرطنا نحن في مورسي ومن قبله صدام ..بل ضحوا بخيرة ابنائهم لاستبقائه والدفاع عنه ..
ولم يتخلوا عن حزب الله اللبناني ودعموه بالمال والسلاح حتى قال امينه العام :" ان الله اغنانا عن اي فلس في العالم بدولتنا الاسلامية في ايران".
ووقفوا بقوة مع ميلشيا الحوثي في اليمن ، مما جعل التحالف العربي بقيادة السعودية يقف عاجزا عن النيل منها ، على الرغم من كثرة عدده وقوة عتاده ...
ودعموا المبشرين الشيعيين في العالم وامدوهم بكل ما يحتاجون اليه .. حتى اصبح لهم في كل مكان في العالم مرصد للتشيع ... وعما قريب ستصبع نجيريا كلها شيعية ... وغيرها كثير ...
وفي المجال الديني نجد الشيعة اكثر إجلالا وتقديرا لعلمائهم ، واعظم تمسكا بمرجعياتهم ، وان اختلفوا ففي جو من الأدب والإحترام المتبادل الذي كان ينبغي ان يوجد عندنا لا عندهم !!
فماذا صنع اهل السنة عندنا مقابل ما صنعه الشيعة .. ؟ وعلى اي شيئ تصرف اموالهم ...؟ بل اقول : أروني دولة تمثل المذهب السني بجدارة ..كما تمثل إيران المذهب الشيعي ..؟
إذن : هذا هو السبب الرئيس الذي جعل الكثير من ابنائنا وبناتنا - ومن طبقات عالية ورفيعة المستوى - يعتنقون التشيع ويدافعون عنه بقوة...لأنهم لم يجدوا لدى السنة ما يقر اعينهم .. ويريح ضمائرهم ، سوى التغني بامجاد قد مضت وذهب زمانها ..او التحلي بشعارات جوفاء لا اثر لها في الواقع والحياة... وهذا السبب ذاته هو الذي ولد التطرف في المجتمعات الإسلامية السنية.
ولهذا يتعين علينا جميعا - خاصة وعامة - قمة وقاعدة - أن نعيد النظر في تصرفاتنا وسلوكانتا وسياساتنا ؛ لنجعل من امتنا نموذجا يحتذى به في التلاحم والانسجام ، ولنتمكن من مواجهة الأخطار التي تهدد كياننا ، والتي أصبحت إلى الحقيقة اقرب منها إلى الاحتمال ، وإن لم نفعل فغير بعيد أن تنطبق علينا - حقيقة - مقولة:" اكلت يوم اكل الثور الابيض" .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق