......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 26 أغسطس 2016

الحسد علة خطيرة لا يمكن إخفاؤها

 الحسد معصية كبيرة ، ومرض نفسي واجتماعي خطير ، وهو سيف الشيطان يضرب به القلوب فتتمزق ، والجماعات فتتفرق ، والمودات فتتقطع ...لذلك أمرنا الله أن نستعيذ به من شر حاسد إذا حسد .....
ولن يطول أمد الحسود حتى يتقيأ ما يحويه جوفه من قذارة نتنة ؛ لأن علة الحسد كالبركان إن لم ينفس عنها بإذاية المحسود فجرت كيانه! 
فالحسد علة مضمرة وإنما يعبر عنها بسلوكات و كلمات تدل عليها ..
فلما حسد ابليس آدم قال :
..." أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ..."
ولما حسد كبراء قريش النبي عليه الصلاة والسلام قالوا:
" ... لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم ".
ولما حسد يوسفَ إخوتُه قالوا :
" لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ "
ولما حسد نوحا قومُه قالوا :            
" وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ "
ولما حسد المنافقون المؤمين قالوا :
"... أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء..."
والخلاصة : أن الحسود ديدنه التعبير عن الأشياء الجميلة بما يشينها؛
ليريح ضميره أو يبرر جنايته على المحسود .......
كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَذميم ُ
فإذا جمعت المال قيل مادي ، وإذا نشطت في فعل الخير قيل مغرض، وإذا نشطت في مجال العلم قيل يحب أن يُحمد ، وإذا علت همتك قيل مستعلي ، وإذا تواضعت قيل يريد أن يُمجد ، وإذا أثنيت على أهل الخير قيل متملق ، وإذا صححت مفهوما خاطئا قيل متبع للهوى، وإذا تراجعت عن خطأ قيل متردد ....
وهكذا فالمعلول بهذا الداء لا هم له إلا ترصد خطواتك والتعليق عليها بما يشينها! وهذا السلوك ينبئ عن مرض نفسي خطير !!
ومعظم جنايات اللئام على الكرام مردها إلى هذه العلة المنتنة ،وهي في النهاية لن تضير إلا أصحابها ؛ كما أن الشوك لا يحصده إلا من زرعه.
ولا يمكنك التعرف على الحسود حتى يكشف عن نفسه بإخراج أضغانه ؛ كما لا تتفطن للأفعى الكامنة بجوارك حتى تسمع فحيحها(1)
لذلك إذا اكتشفت في ميدانك حاقدا أو حسودا فلا تأسف و لا تأسى ، ولكن احمد الله الذي وقاك من أفعى كانت بجوارك كامنة وأنت لا تدري.
ثم اعمد إلى قتلها بالسلاح الذي يناسب طبيعتها ، فالأفاعي انواع.
أخطرها : ( الحسود الحقود ). وانجع سلاح لقتله:
-  الاستعــــــاذة بالله من شـــره.
 -
وتجاهــــــــــــــل أمـــــــره تمـــاما.
-
 وإياك أن تجبيبه إذا نطق.
إذا نطق "الحسود" فلا تجبه وخير من إجابته السكوت
إذا أجبـــته فــرجــــــــــــــت عنه وإذا تركته كمـــــدا يمـــــــوت
-  فإذا صبرت على مكائده قتلته.
أصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضـــــها إن لم تجد ما تأكله
-  وإذا قابلت إساءته بالإحسان فلك الجنة.
"وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ "
-  وإذا فقهت هذه الحقيقة أمنت من الفشل في مشوار حياتك ، وأرحت نفسك من كثير من المتاعب ، وإذا دليت عليها غيرك كنت من الناصحين.
..........................................................................
الهامش
(1)
الفحيح : هو صوت الأفعى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق