لقد تحدثنا في الحلقة السابقة
عن شروط الصيام وما يتعلق بها من الفروع الفقهية ، واليوم سنتحدث عن أركان الصيام
، ومعنى الركن : هو ما لا تقوم ذات الشيء إلا به ، كالرأس والقلب للإنسان ، وللصيام
ركنان اثنان وهما: النية والإمساك.[1]
الرُكن الأوّل: النِيَّة
وحقيقتها: العزم
على أداء الفِعل امتثالاً لأمر الله عَزَّ وَجَلّ ؛ لقوله
صلى الله عليه وسلم: " إنما الاعمال
بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" . ومتى
عزمَ المسلم على الصَوْم بقلبه فقد تحققت نيته ، والنية محلها القلب والتلفظ بها
خلاف الأولى ، ومن تسحر لأجل الصيام فقد حقق النية ، ولا خلاف بين أهل العلم في أن
صيام رمضان لا يصح إلا بنية مبيتة من الليل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "من لم يجمع الصيام
قبل الفجر فلا صيام له " (رواه
أبو داود: كتاب الصوم، باب: النية في الصيام رقم 2454). ويتفرع عن هذا
الركن جملة من الفروع نذكر منها :
1- تجزئ نية واحدة عن جميع
شهر رمضان في أوله ؛ لأن رمضان كله أشبه بالعبادة الواحدة ، وتصح النية في أي جزء
من الليل من الغروب إلى طلوع الفجر،
لكن يستحب تجديدها كل ليلة.
2- يصح حصول النية عند
الفجر ؛ لأن الأصل في النية أن تقارن العبادة ، وإنما جاز تقديمها قي الصوم درءا
لمشقة الإتيان بها عند الفجر ، ولأن ( المشقة تجلب
التيسير) كما هو مقرر لدى الفقهاء .
3- يُشتَرَط
في النِيَّة أن تكون جازمة لا تردد فيها ، فإذا ترددَ فيها فلا يصح صيامه ، كأنْ
يتردد هل يصوم غداً أو لا يصوم ؟ فإن صام مع هذا التردد لم يكن صيامه صحيحا .
الرُكن الثاني: الإمساك عن المفطرات
.
وهو الامتناع عن المفطرات كلها من طعام وشراب
وجماع ومقدماته ...من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس ،
لقوله تعالى: " فالآن باشروهن وابتغوا ما
كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر
ثم أتموا الصيام إلى الليل".والمراد بالخيط
الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل ، لما روي عن عدي بن حاتم أنه قال:
لما نزلت (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض ، فجعلتهما تحت وسادتي ،
فجعلت أنظر في الليل ، فلا يستبين لي ، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت له ذلك فقال: " إنما ذلك سواد الليل
وبياض النهار "(رواه البخاري ومسلم).
وسنتحدث في حلقة قامة إن شاء الله
تعالى عن أنواع المفطرات وما يتعلق بها من أحكام .
- التاج والإكليل لمختصر خليل . محمد
بن يوسف بن أبي القاسم العبدري أبو عبد الله .دار الفكر / بيروت / 1398ج2
. ص 377 وما بعدها.
- لخلاصة الفقهية على مذهب السادة
المالكية ـ للقروى المؤلف / محمد العربى القروى . دار الكتب العلمية . ص 191 وما
بعدها.
- العبادات
أحكام وأدلة . للدكتور صادق الغرياني . دار ومكتبة الشعب للنشر والتوزيع . مصراتة
/ ليبيا .ج2 . ص 203 وما بعدها.
- فقه
السنة . السيد سابق . ج 1 . ص 437 وما بعدها.
شكرا ايه الشيخ على ماقدمت ونسال الله لك القبول غير اننا في حاجة الى مسائل فقهية معاصرة في فقه الصيام كالرعاف والحقن بانواعها ومقدار الاطعام على كل اشكاله وغير ذالك وهنيئا لك الافطار اخوك في الله نوار رجاص
ردحذفالسلام عليكم السؤال انسان اصبح صائما يعني النفل ثم بعد ذلك افطر عمدا فهل يقضي ذلك اليوم ام لا وشكرا
ردحذف