الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر والعزة للإسلام، والنصر والتمكين لحملة رايته الكرام، الله أكبر والذل والهوان والخزي والعار للخونة اللئام، الله أكبر ما صام المسلمون شهر رمضان، وباتوا لربهم قائمين وراكعين وساجدين، متلذذين بتلاوة القرآن ومناجاة ذي الجلال والإكرام، الله أكبر ما نفّس المتصدقون بصدقاتهم في هذا الشهر الكرباتِ عن الفقراء والأيتام، ثم برزوا لله يوم العيد على تقوى من الله ورضوان، ووقفوا بين يديه متذللين ومنكسرين، يرجون رحمته ويخافون عذابه، وحاشاه جل ثناؤه أن يُحرم الراجي عفوَه ورحماتِه، أو يرجعَ طارقُ بابه غيرَ ظافر بسؤله، فلو أراد إبعادنا من رحمته، أو حرماننا من مواهبه، لما سمح لنا بملازمة بابه، وصدق من قال:
"إذا أردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر في ما أقامك"
فإذا وجدت أن الله قد أقامك في قرع بابه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك.
فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كلما هل هلال وأقمر، الله أكبر كلم أورق الشجر وأثمر، الله أكبر مما نخاف ونحذر، الله أكبر وكل ما دونه فحقير وأصغر..
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان، والحمد لله على نعمة التوفيق للصيام والقيام وتلاوة القرآن، والحمد لله الذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة موقن بتوحيده، مستجير
بحسن تأييده، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده المصطفى، وأمينه المجتبي، ورسوله المبعوث
إلى كافة الورى، صلى الله عليه وعلى آله مصابيح الدجى، وعلى أصحابه مفاتيح الهدى،
وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا أيها المؤمنون الكرام: هذا يوم من أيام الله، فيه
تتجلى نعمة الله على عباده المؤمنين؛
- فهو يوم فرح بالانتصار على النفس وعلى الشيطان، وبنعمة التوفيق لطاعة الرحمن، وهو يوم فرح بالاصطلاح مع الله تعالى، وإن
أسعد أيام المرء هو ذلك اليوم الذي يصطلح فيه مع الله، ولذلك قيل : "كل لا يوم لا تعصي الله فيه فهو عيد".
وجاء في قصة سيدنا كعب بن مالك رضي الله عنه حينما تخلف عن غزوة تبوك ، ثم ندم وتاب إلى الله، فلمّا نزلت آية قبول توبته، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّم عليه، فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل من السّرور، وقال له: "أبشِر بخيرِ يومٍ مرّ عليك منذ ولدَتك أمّك "رواه البخاريّ ومسلم
والصائم في رمضان قد انتصر على نفسه وهواه، واصطلح مع سيده ومولاه، إذ كف جوارحه عن الآثام، وأخضع هواه للانسجام مع شريعة الملك العلام، وأي انتصار أعظم من قهر النفس وزجرها عن الحرام؟ وأي فضل أعظم من نعمة التوفيق لطاعة ذي الجلال والإكرام؟ وهو القائل جل جلاله: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ". يونس58
فَحُقَّ للصائم أن يفرح في هذا اليوم البهيج بفضل الله ورحمته، وفي الحديث الشريف: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرِحَ بِصَوْمِهِ". رواه الإمام أحمد في مسنده
ويستفاد من هذا الحديث: أن الصيام من أجل الأعمال التي يتزين بها المؤمن للقاء ربه، فكما يفرح المؤمن بفطره يوم العيد، وكما يفرح بمائدة الإفطار التي تعد له كل ليلة، كذلك سيفرح فرحة أعلى وأجل بجائزة صومه يوم احتفائه بلقاء ربه.
وإن فرح المؤمنين ببهجة العيد، لا ينافي الشعور والاهتمام بما يمر به أهلنا في غزة من آلام، فإن الفرح بالعيد مظهر من مظاهر الشكر، والشريعة الإسلامية أمرتنا بإظهار شكر النعم، ولم تأمرنا عند المصائب بإظهار الحزن والجزع، بل نهتنا عن ذلك، قال الله عزوجل: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" آل عمران139
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، أيها المؤمنون: ويوم العيد هو يوم يتلقى فيه المؤمنون جوائزهم من الكريم المنان، مكافأة لهم على فوزهم في شهر رمضان، جوائز لا تُضاهى بمتاع الدنيا ولا تُقدر بأثمان، إنها جوائز المغفرة والشفاعة واستلام مفاتيح الريان؛
فقد صح عن المصطفى صلى الله عليه
وسلم أنه قال: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ
إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". رواه
مالك في الموطأ
وقال عليه الصلاة والسلام: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، فيَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ؛ فَيُشَفَّعَانِ". رواه البيهقي في شعب الإيمان
وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي
الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ
القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ". رواه البخاري
في صحيحه
وإننا لنرجوا أن لا نبرح هذا المقام حتى نستلم جوائز صيامنا وقيامنا من الله تعالى، فقد روى الطبراني في المعجم الكبير عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان يومُ الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق فنادَوْا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى ربّ كريم، يمنّ بالخير ثمّ يثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتم بقيام الليل فقُمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربَّكم، فاقبِضُوا جوائزكم، فإذا صلّوا نادى منادٍ: ألا إنّ ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة، ويسمّى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة، فقال: قد غفرت لكم ذنوبكم كلّها".
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
- أيها المؤمنون الكرام: ويوم العيد هو يوم للأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم للأصدقاء وعامة
المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، فتتجدد فيه أواصر الحب ودواعي القرب، وتتناسى
فيه النفوس الكريمة أضغانها، فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض ...
ولا خير في عيد لا تتحقق فيه تلكم المعاني، فإن المجتمع المتقاطع مقطوع من رحمة الله، محروم من بركات السماء والأرض، ففي الحديث الشريف: "القاطع للرحم منقطع من رحمة الله". أخرجه البخاري
وأبواب الجنة موصدة في وجه أهل العداوة والبغضاء، ولا تفتح إلا لأهل المحبة
والصفاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا
أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ
بَيْنَكُمْ". رواه ابن ماجه في سننه
فإياكم ثم إياكم أن تكونوا ممن قيل فيهم: "ربما فتح لك باب العمل وسد عليك
باب القبول". وأولى من تنطبق عليهم هذه القاعدة أهل
الأحقاد والحسد، والمؤمن لا تجده إلا نقي الفؤاد صافي السريرة، متساميا عن الأحقاد
والإحن، كما قال القائل:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلى من طبعه الغضب
فمن تمام الانتصار على النفس أن لا نعود اليوم إلى بيوتنا حتى نتعانق
بقلوبنا وأجسادنا، وتفيض أعيننا بالدمع حزنا على ما بدر منا من جفاء وقطيعة نحو
بعضنا، فبذلك يرضى عنا ربنا، ويتم علينا نعمته، ويبسط لنا رحمته، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكل مسلم ومسلمة إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: أيها المؤمنون الأخيار: ويوم العيد هو يوم لإظهار شعيرة التكبير
والتحق بها ظاهرا وباطنا؛ لقوله تعالى: "وَلِتُكْمِلُوا
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ". البقرة 185
وقوله صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا
أَعْيَادَكُمْ بِالتَّكْبِيرِ". رواه الطبراني في الأوسط والصغير
والتكبير الذي يريده منا الحق جل جلاله ليس مجرد قول باللسان، بل هو اعتقاد
بالجَنان، واهتزاز بالوجدان، فمن أيقن أن الله أكبر من كل شيء آثر طاعته على طاعة المخلوقين، وآثر رضاه على رضى الناس أجمعين، واستقام على منهجه وترك مناهج الآخرين، ومن أيقن أن الله أكبرُ من كل شيء لم يخش أحدا سواه، من هذا المنطلق كان التكبير ولا يزال سرَّ بعث القوة في نفس كل ثائر بالحق؛
- فعلى أساس عقيدة
التكبير قرر المؤمنون الأولون بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مواجهة جحافل
الكفر في كل معترك، غير عابئين بكثرة جيوش أعدائهم، ولا بتحالف الأحزاب عليهم، ولا
بغدر اليهود من حولهم، ولا بتخاذل المنافقين في أوساطهم.. وقد أنزل الله في شأنهم:
"وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ
قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا". الاحزاب22
وقال جلت قدرته وتقدست أسماؤه: "كَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيءٍ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ
الصَّابِرِينَ". آل عمران 146
- وعلى أساس عقيدة التكبير قرر أجدادنا البواسل في الجزائر مواجهة فرنسا وقوات الحلف الأطلسي، بما عندهم من عدة بسيطة ومن أسلحة تقلدية، غير عابئين بتلك القوة الهائلة لجيوش الصليبية،
ولا متأثرين بذلك الكم الهائل من الخونة الذين تحالفوا مع العدو، وحملوا السلاح ضد
بني وطنهم؛ لأنهم أيقنوا أن الله أكبر من فرنسا ومن كل قوة في العالم، فاعتمدوا عليه وحده، ولم يَعْبَأُوا بأي قوة سوى قوته.
- وعلى أساس عقيدة التكبير هاهم
إخواننا في غزة يتحدون العالم أجمع، وقرروا مواجهة الكيان الصهيوني الغاشم، ومن
ورائه أمريكا، ومن وراء أمريكا أوربا، ومن دون أولائك وهؤلاء الأنظمة العربية
الخائنة، التي قالت بلسان حالها: اقتلوا المقاومة أو اطرحوها أرضا يخل لكم وجه
نتنياهيو وتكونوا لديه من المقربين..
لكنِّ أهلَ غزة قالوا ربنا رب السموات
والارض فلن نخشى من دونه أحدا، ولم يزالوا صامدين كالجبال الشامخات، التي لا تهزها
العواصف العاتيات، فلم يئنوا لحصار، ولم يهنوا لقصف أو دمار، ولم يتأثروا بخيانة
أو خذلان، ولم يعبأوا بتجبر أو طغيان... ذلك لأنهم فقهوا مدلول كلمة: (الله أكبر).
وعاشوها واقعا وحياة، فالله أكبر ، وكل ما سواه فحقير وأصغر.
ولزوال الدنيا أهون عند الله من أن لا يحقق وعده لعباده المؤمنين، وقد وعدهم بأن ينصرهم، وهو القائل جل جلاله: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ". الحج40
ومن ظن أن الله يخذل أنصاره فليعد النظر في إيمانه، ولكن اقتضت حكمته جل
جلاله أن يطيل أمد الامتحان، وأن يؤخر ساعة النصر؛ لكيلا يبقى على الطريق إلا الصادقون،
ولكيلا يشارك في معركة الشرف وعملية التمكين خائن أو خبيث، وذلك معنى قوله تعالى: "مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ". آل عمران 179
فها هي ملحمة غزة لم تدع اليوم
خبيثا إلا ميزته، ولا منافقا أو خائنا في الداخل أو الخارج إلا فضحته.. وقد وضعت
الأمة كلها أمام امتحان عسير، ومحك خطير، يتميز فيه المؤمن
من المنافق، والصادق من الكاذب، كما قال جل جلاله: " فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ". العنكبوت 3
فعلى المؤمن في ظل هذه الأحداث الجسام، وهذه الفتن المائجة، أن يحدد وجهته، وأن يستبين سبيله، فينحاز لأهل الحق ويبرأ من أهل النفاق، ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه، وإن الله لغني عن العالمين، وإن النصر لآت لا ريب فيه، بنا أو بغيرنا، فهذا
وعد الله: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ". الفتح3
فلنحذرْ أيها المؤمنون أن ترمينا ملحمة غزة في سلة
المستبدَلين، فنكون من الهالكين، ونندم حين لا ينفع الندم.
فالأمة اليوم كلها مطالبة بالنفير
العام، وكلها مخاطبة بقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ
الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا
غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". التوبة
38
فالكل مكلف بالنجدة والنصرة، حسب طاقته
وجهده، فمن استطاع النصرة بالسلاح وجب عليه ذلك، ومن استطاع النصرة بالمال وجب
عليه ذلك، ومن استطاع النصرة بالضغط
السياسي وجب عليه ذلك، ومن استطاع
النصرة بمقاطعة العدو وأعوانه ومنتجاته وجب عليه ذلك..
ومن عجز عن هذا وذاك فإنه لا يعجز عن النصرة بالدعاء في كل سجدة، ولا عن الاهتمام بالقضية والتذكير والتحسيس
بها وحملها في قلبه ومشاعره..
ومن استطاع النصرة بشيء مما ذكر ولم يفعل، واكتفى بشاهدة
الإبادات كما يشاهد المباريات، ثم يهز كتفيه ويمضي لشأنه، وكأن الأمر لا يعنيه، فقد
برئت منه ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
اللهم إن أهل غزة قد صبروا وصابروا
وجاهدوا كما أمرتهم فاستجب لهم كما وعدتهم..
اللهم كما فتحت أبواب السماء بماء منهمر لنصرة نبيك نوح؛
لما دعاك: "إني مغلوب فانتصر". فافتحها اليوم بجند منهمر لنصرة أهل غزة؛
فإن الأطفال والنساء والمستضعفين وكل المؤمنين يدعونك: "إننا مغلوبون
فانتصر". فانتصر يا ذا القوة المتين..
الدعاء والصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم