......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

مشروعية التكبير الجماعي بعد الصلوات في أيام التشريق

مشروعية التكبير الجماعي بعد الصلوات في أيام التشريق
التكبير بعد الصلوات أيام التشريق شعيرة من شعائر الدين، وسنة مستحبة من سنن سيد المرسلين، وله صيغ متعددة، منها : "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر" ، وإن زاد "لا إله إلا الله و لله الحمد" كان أفضل[1].
ويبدأ التكبير في المذهب بعد الصلوات من ظهر يوم النحر، إلى صبح اليوم الثالث من أيام التشريق، أي الرابع عشر من ذي الحجة.
ويجوز التكبير جماعة وفرادى، وقالت طائفة لا يجوز جماعة بل هو بدعة، ولا يصح هذا القول؛
لما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
«كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ العِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اليَوْمِ وَطُهْرَتَهُ»[2].
ومحل الشاهد: أن النساء كن يكبرن بتكبير الرجال، فدل على أن الرجال كانوا يكبرون جماعة، وإلا ما أمكن النساء أن يكبرن بتكبيرهم.
وقال الإمام البخاري:
"وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
«يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا»
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ
«يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ، وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا»
وَكُنَّ «النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي المَسْجِدِ»[3].
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
"وَقَوْلُهُ تَرْتَجُّ بِتَثْقِيلِ الْجِيمِ أَيْ تَضْطَرِبُ وَتَتَحَرَّكُ وَهِيَ مُبَالَغَةٌ فِي اجْتِمَاعِ رفع الْأَصْوَات"[4].
لذلك فالقول بأن التكبير الجماعي بدعة هو قول مخترع في الدين لا أصل لها في منهج السلف الماضين، وعند التأمل نجد أن المناسب لشعيرة التكبير أن تؤدى في جماعة، لتكون على وتيرة واحدة منتظمة من قِبل الناس؛ ولأن التكبير الجماعي أقوى وأعلى صوتاً، وأوقع في النفس من أن يكبّر كل شخص وحده، وأحرى ألا يقع الاضطراب والتشويش بسبب اختلاف الأصوات وتعارضها إذا لم يكن بصوت واحد.
اللهم فقهنا في ديننا وبصرنا بحقائق الأمور.
----------------------------------------------------------------------
1- الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، للنفراوي 1 / 274.
2- صحيح البخاري بَابُ التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى، وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ رقم الحديث 971
3- صحيح البخاري بَابُ التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى، وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ
4- فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 2 / 462


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق