......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

فضل يوم عرفة وبعض وصايا خطبة الوداع

الحمد لله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، وأكرمنا بهذه الشريعة الإسلامية الواضحة الغراء  ،  القائمة على أساس جلب المصالح و درء المفاسد ، فمن اتبع هداها نال سعادة الدنيا والآخرة ، و من جحدها وكفر بها حشر في زمرة الأشقياء الجاهلين ، والكفرة الفاجرين .


والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين ، وسيد الأولين والآخرين ، محمد بن عبد الله أكرم الرسل ، وأفضل البشر ، وأول العظماء الخالدين ،  صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ، وصحابته أجمعين ، ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين . أما بعد /

أيها الإخوة الكرام: تكلمنا في الجمعة الماضية عن فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة ، والتي نسأل الله تعالى أن نكون قد ظفرنا فيها بما يرضي ربنا ، وها نحن اليوم نستقبل يوم عرفة - الذي سيكون بعد غد إن شاء الله تعالى – فهو خيريوم طلعت فيه الشمس  ، وفيه يتجلى الله جل جلاله على عباده فيباهي بهم الملائكة ، فمن كان يرجو العتق من النار فعليه بيوم عرفة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله تعالى فيه عبداً من النار من يوم عرفة وأنه يباهي بهم الملائكة فيقول ماذا أراد عبادي هؤلاء..". ومن كان يرجو مغفرة الذنوب والآثام فعليه بصوم يوم عرفة ، فقد سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ" ، أي اللاحقة ، ومن كان يرجو إجابة الدعاء فعليه أن يلح في الدعاء يوم عرفة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :"خير الدعاء دعاء يوم عرفة ".

وفي يوم عرفة من العام العاشر من الهجرة وقف النبي  صلى الله عليه وسلم بعرفات ؛ ليخطب في جمع من الصحابة  ، قد وفدوا إلى موسم الحج من كل فجٍ عميق ، حيث زاد عددهم على المائة ألف ، فخطب فيهم صلى الله عليه وسلم خطبته العصماء ، المشتهرة بخطبة الوداع ، والتي لخص فيها لأمته مبادئ الرحمة والإنسانية ، وأرسي لها دعائم السلم والسلام ، وأقام فيها أواصر المحبة والأخوة، وغرس فيها روح التراحم والتعاون؛ وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم - بما أطلعه الله عليه - أنه سيأتي على الناس حين من الدهر يحيدون فيه عن هذه المبادئ، ويلقونها وراءهم ظهريًّا !

ولله ما أروعها من كلمات ، تلك التى ألقاها صلى الله عليه وسلم فى سفوح عرفات ، وراح يخاطب فيها الأجيال و التاريخ ، بعد أن أدى الأمانة ونصح للأمة ، وجاهد فى سبيل الدعوة الى ربه ثلاثة وعشرين عاماً ...

فبعد أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله خاطبهم بقوله:"أيها الناس اسمعوا قولى فإنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبداً".

وأنصتت تلك الجموع  لتسمع قوله ، بل أنصت الدنيا كلها لتسمع الكلمات  المودعة ينطق بها فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

 فبعد أن أنست وسعدت به الدنيا ثلاثة وستون عاما ، ها هو اليوم يلمح بالرحيل ، وها هو اليوم يودع أمته ، ويلقي إليها بوصاياه الغالية ، التي إن أخذت بها هذه الأمة سعدت في عاجلها وعاقبة أمرها ، وإن انحرفت عنها فلها معيشة ضنكا ، وفاتها خير الدنيا والآخرة معا ، وقد تضمنت خطبة الوداع الكثير من الوصايا الهامة ، التي لا يتسع المقام لذكرها جميعا ، لذلك فإني قد اخترت لكم في هذا الخطاب أهمها ، وأكثرها صلة بواقع أمتنا اليوم :

أما الوصية الأولى : فقد قرر فيها صلى الله عليه وسلم المساواة بين الناس جميعا ، ورد أنسابهم إلى أبوين اثنين  ، وبين أنه لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح ، حيث قال صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى". فلا تفاضل في الإسلام  إلإ على أساس التقوى والعمل الصالح ، فهما الميزان الحق الذي يوزن به الناس في الدنيا ولآخرة ، لا ميزان الحسب والنسب والجاه والمال والشهرة .... فكل هذا لا قيمة له في الإسلام، فالمتقدم من قدمته تقواه وأعماله الصالحة ، والمتأخر من أخرته معاصيه وأعماله الفاسدة ، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

وأما الوصية الثانية: فقد أكد فيها صلى الله عليه وسلم على حرمة الدماء والأموال ، فقال:"إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام الى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا" ، فالنفس البشرية لها حرمة عظيمة كحرمة الشهر الحرام ، وكحرمة البلد الحرام ، وكحرمة يوم عرفة ، فمن ذا الذي تسول له نفسه أن يستهين بحرمات الله ؟ أو يتلاعب بما عظمه الله ؟ فالنفس بنيان الله ومن يهدم بنيان الله فعليه لعنة الله وغضبه ..."وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ."

وفي الوصية الثالثة: أكد فيها صلى الله عليه وسلم على الأخوة بين المؤمنين فقال:" تَعْلَمُنَّ أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخُو الْمُسْلِمِ ، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ إِخْوَةٌ ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ مِنْ أَخِيهِ إِلا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ ، فَلا تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمُ". فالمسلمون كلهم إخوة ، مهما اختلفت ألوانهم ، ومهما تباينت لغاتهم ، ومهما تباعدت أقطارهم  ... فهم إخوة تجمعهم رابطة واحدة ، رابطة الإيمان والتوحيد ، التي هي أساس عزتهم وسيادتهم وتقدهم وازدهارهم ، وهي السبيل الوحيد إلى انتصارهم على أعدائهم ، بل إن وراثة الجنة متوقفة هي الأخرى على الأخوة والمحبة بين المؤمنين " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ...".

ولكن للأسف الشديد : فإن الناظر إلى واقع المسلمين اليوم يجد أنهم قد ضيعوا هذين الوصيتين العظيمتين ، ففرطوا في أخوتهم ووحدتهم وتلاحمهم ، ونظر بعضهم إلى بعض نظرة حقد وعداء ، وقع كثيرون منهم في منزلق سفك الدماء ، الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، فها هم المسلمون اليوم في سوريا واليمن ، وليبيا والعراق  ، وغيرها من الأقطار، يسفك بعضهم دماء بعض ، وينتهك بعضهم حرمات بعض ، ويستحل بعضهم أموال بعض ، مضيعين بذلك وصايا نبيهم ، ومنفذين مخططات أعدائهم من اليهود والنصارى والملاحدة والمشركين ، فأصبحوا أضحوكة بين الأمم والشعوب ، بعد أن كانوا خير أمة أخرجت للناس."وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا".

ونسأل الله تعالى أن يلطف بأمة سيدنا محمد ، وأن يرفع عنها مقته وغضبه ، وأن يحقن دماءها ويضمد جراحها  ، ونعوذ بالله تعالى – في هذا البلد - من كل داع يدعو إلى الفرقة والخلاف ، ومن كل ساع يسعى إلى التفريق والتمزيق ، ومن كل ناعق ينعق بالفتنة والفساد.

وفي الوصية الرابعة: وضع النبى صلى الله عليه وسلم الناس أمام مصدرين اثنين لا ثالث لهما ، وضمن لهم الأمان من كل شقاء وضلال إن اعتصموا بهما ، وهما (كتاب الله وسنة رسوله) فقال صلى الله عليه وسلم " وَتَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ "، وهو بذلك يبين للناس أن صلاحية التمسك بهذين الدليلين ليس موقوفا على عصر دون عصر ، أو جيل دون جيل ، بل هما صالحان لكل زمان ومكان ، وأنه لا ينبغى لأى تطور حضارى ، أو لأي عرف زمانى أن يتقدم على كتاب الله وسنة نبيه ، وأنه لا مخرج للعالم أجمع من أزماته الخانقة إلا بهذين المصدرين ، والمنصفون من علماء الغرب يقرون بهذه الحقيقة ، حتى قال  المفكر الانجليزي (برنارد شو) (George Bernard Shaw) "ما أحوج العالم إلى محمد  !!  ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة " . وإنه لمن المخجل أن يصرح المستشرقون بمثل هذا ، في الوقت  الذي نتنكر فيه نحن لإسلامنا ، ونعتبر الانتماء إليه رجعية وتخلفا !!

 وإن الواقع التاريخي ليشهد أنه يوم كانت هذه الأمة متمسكة بهذين المصدرين  (كتاب الله وسنة رسوله) كانت أمة قوية ، كانت أمة عظيمة وعزيزة ، يُحسب لها ألف حساب ، فهزمت الروم والفرس .. وارتفعت رايتها في كل مكان ، وملكت قلوب الناس قبل أن تملك رقابهم ، وحققت لهم السعادة والرفاهية والأمن والأمان.

لكن لما نبذت كتاب الله وسنة نبيه وراء ظهرها ، وأبت أن تعيشهما في واقع حياتها ، وابتغت العزة والرقي والتقدم والازدهار ... في غيرهما أذلها الله ، ونزلت إلى هذا المستوى المتردي ، ولا تخفى عليكم هزائمنا المتلاحقة في كافة مجالات الحياة ؟؟ حتى أصبح المسلمون كالأيتام على مأدبة اللئام ، والله المستعان ! وصدق العظيم إذ يقول: "فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا".

وفي الوصية الخامسة : أوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا ، فقال:"وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ؛ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ – أسيرات - لا يَمْلِكْنَ لأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا"….  ، وهو بهذا يرفع عن المرأة ما كانت تعانيه من قهر وظلم وإذلال في الجاهلية ، حيث كانت تباع وتشترى كالبهيمة والمتاع ، و يُتشاءم منها وتُزدرى ، و تُكْرَه على الزواج والبِغَاء ، و تُورث ولا تَرث ، وتُملَك ولا تَمْلِك ، وللزوج حق التصرف في مالها  بدون إذنها .... فلما جاء الإسلام أعاد لها كرامتها ، وأوصى بها كل خير ، وبين بأنه لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم ، وسوى بينها وبين الرجل في كثير من الحقوق والواجبات ، ففي الحديث النبويإِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ".

 وعزة المرأة وكرامتها تكمن في تمسكها بإسلامها ، في حيائها وعفتها ،  أما ما يدعيه اليوم دعاة تحرير المرأة كما يزعمون، وما جاءت به اتفاقية سيداو من الدعوة إلى الإباحية والحرية الجنسية ، وتهميش دور الزواج في بناء الأســرة ،   وإباحة الإجهاض ، وتشجيع المرأة على رفض الأعمال المنزلية ، بحجة أنها أعمال بغير أجر ، وما إلى ذلك من الهراء والهذيان ... فهو عبارة عن عودة بالمرأة إلى الجاهلية الأولى ؛ وأي كرامة تبقى للمرأة إذا خلعت حجابها الذي هو عنوان كرامتها ، وفقدت حياءها وعفتها وطهارتها ... وصارت متاعا رخيصا يباع ويشترى ، ويتسلى بها الفسقة ثم يرمونها كرمي الجيف للكلاب ؟؟؟ وهذا ما يريده لها أعداء الإسلام ، وأذنابهم في بلاد المسلمين للأسف الشديد.

وفي الوصية السادسة : أعلن صلى الله عليه وسلم بطلان  أمور الجاهلية كلها ، فقال صلى الله عليه وسلم :"ألا إن كل شىء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع ... دماء الجاهلية موضوعة ... ربا الجاهلية موضوع". يعني أن كل ما كانت الجاهلية تفخر وتتمسك به ، من تقاليد العصبية القبلية ، ومن فوارق اللغات والأنساب ، ومن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان بأغلال الظلم و المراباة ، ومن الأخذ بالثأر ... فكل ذلك  قد بطل أمره ، ومات إعتباره ، فهو اليوم جيفة منتنة غيبتها شريعة الله فى باطن الأرض  ، وأن الذى يحاول إحياء أمر من أمور الجاهليه فكأنه ينبش التراب عن الجيفة المنتنة ليعانقها.

فما أحوجنا - أيها الإخوة الكرام -  إلى الأخذ بهذه الوصايا الغوالي ، ففيها سعادتنا ، وفيها صلاح أمرنا ، في عاجلهنا وعاقبة أمرنا ، وإن متنا الإسلامية تمر اليوم بمرحلة صعبة وخطيرة -  ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم - وإن كل المصائب التي حلت بأمتنا – اليوم- سببها نحن ، سببها انحرافنا عن المنهج الذي رسمه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم .."فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". 

فتأملوا - أيها الإخوة - كم من أمر لله ورسوله قد خالفنا ؟؟ وكم من سنة قد هجرنا ؟؟ وكم من فتنة وبدعة قد نشرنا ؟ والله المستعان؟ ولا راد لما حل بنا من عذاب ، ولا أمان لنا من العذاب إلا باتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والأخذ بتوجيهاته ، وتطبيق منهجه في واقع حياتنا ، في أسرنا ، في أعمالنا ، في عبادتنا ، في حل مشاكلنا وخصوماتنا ، في علاقتنا مع بعضنا ... فإذا فعلنا ذلك فقد أمنا أنفسنا ، وأمنا أوطاننا من العذاب عاجلا وآجلا :" وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون."  [الأنفال 153]. أي وما كان الله معذبهم ومنهجك قائم في حياتهم.

وفي الأخير: ختم صلى الله عليه وسلم  بأن نادى في الناس  قائلا :" "إنكم ستسألون عنى فما أنتم قائلون ؟"  ، وكأنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يطمئن الى شهادة أمته بهذا البلاغ أمام الله تعالى يوم القيامة ؟ "إنكم ستسألون عنى فما أنتم قائلون؟"

فارتفعت الأصوات من حوله تصرخ : نشهد أنك قد بلّغت .... وأديت .... ونصحت ... وحينئذ اطمأن الرسول صلى الله عليه وشعشع الرضى فى عينيه ، ونظر بهما الى الأعلى مشيراً بسبابته الى السماء ثم الى الناس ، وهو يقول : "اللهم اشهد ... اللهم اشهد ... اللهم اشهد ".

ونحن نشهد اليوم في هذا المقام يا سيدي يا رسول الله : أنك قد بلغت ، وأديت ، ونصحت ، فجزاك الله عنا خير ما جوزى نبى عن أمته.
ونسأل الله تعالى أن يصلح الله حالنا وحال المسلمين جميعاً ، وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يسكننا بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم .


والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق