......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الأحد، 28 أغسطس 2016

مظاهر حسنة في رمضان تتطلب التكميل؟

من المظاهر الحسنة في الجزائر ذلك الإقبال الهائل على المساجد في شهر رمضان المعظم ، وهو من دلائل تعظيم شعائر الله لدى الشعب الجزائري ، و في القديم كان الجزائريون اكثر تعظيما لهذا الشهر ، فكانوا يقومون في مقتبله - كما يروي التاريخ - بطلاء المدينة ، ويرفعون الأعلام في كل مكان ، وكانوا ينحرون الذبائح ، لا سيما ليلتي النصف والسابع والعشرين من رمضان ، وهو ما يسمى بـــ(النفقة) أو (الوزيعة ) التي توزع على سائر سكان الحي ، فحتى الذين لم يشاركوا في شراء الذبائح يكون لهم نصيب منها.... وكانوا ويقومون بإكرام إمام التراويح بالمال ، ويشترون له كسوة جديدة للعيد ..... وهذا يدل على تعظيمهم للقرآن العظيم ، ولشعائر الله عز وجل بصفة عامة ... ولا تزال بعض تلك المظاهر موجودة إلى يومنا هذا على نقص فيها وتغير نوايا البعض تجاهها ..
وهذه المظاهر تعتبر من التقاليد الجميلة والأخلاق الحميدة التي تستحق التكميل ، على نحو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم:( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، ومن تتميمها في هذا المجال أن نعمل على إزالة ما يعتريها من سلبيات ، وعلى رأسها ذلك المظهر السيئ الذي تعودنا عليه كل عام ، والمتمثل في عزوف الناس عن المساجد في أواخر رمضان ، وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي :
"كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ وشدّ المئزر" (رواه الشيخان) ، و لأن الأعمال بالخواتيم ، وهذه العشر هي خاتمة رمضان ، كما انها تشتمل على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ... ثم ان الله تعالى يحب العمل الدائم ولو كان قليلا ، ولنا قدوة في نبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان اذا عمل عملا اثبته ، اي داوم عليه.
لذلك لا ينبغي أن نبدأ التسلل لواذا مع قرب نهاية هذا الشهر الفضيل !! أو نرتد على أعقابنا كالذي استهوته الشياطين ...!! او ننقض ما شرعنا فيه من عمل في هذه العشر المباركات ، فنكون كالتي نقضت غزلها ، التي نهانا القرآن ان نكون مثلها ، فقال تعالى : (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها ...) وهي امراة مكية مجنونة كانت تقوم بالغزل في الصباح حتى إذا احكمته وأتقنته عادة عليه في المساء فنقضته كله !! ؟؟
وهذا حال من يقبل على الطاعة في رمضان ثم ينسلخ عنها في آخره.
كما أنه لا ينبغي ان نسخر من المقبلين عل المساجد في رمضان ، أونسميهم بستميات غير لائقة كالعباد المؤقتين ونحو ذلك ..فهذا لا يصح ، بل هو تنفير من الاسلام ، وانما ينبغي ان نعمل على توعيتهم ، وان نرغبهم في الثبات على الطاعة ، وإنما علينا البلاغ بصدق وأخلاص وعلى الله الهداية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق