......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

من فقه قيام الليل و آدابه


الحمد لله الذي بلغنا العشر الأواخر ، التي يستحب قيامها ، اقتداء بخير الخلق عليه الصلاة والسلام ، الذي قام من الليل حتى تورمت قدماه ، وكان اذا دخلت هذه العشر طوى فراشه ، وشد مئزره ، واحيا الليل كله ....

وأفضل القيام ما كان في آخر الليل ، وينبغي أن يكون القائم خاشعا متبتلا ، مستكينا متضرعا وألا يجهر بقراءته ولا يخافت بها وليبتغ بين ذلك سبيلا ...

ويستحسن أن تكون الأضواء خافتة ، فهو ادعى للسكينة والخشوع والصفاء الروحي ... وأن يقرأ من حفظه لا من المصحف ، ولا يشترط ختم القرآن ، بل يكفيه أن يقرأ ما تيسر منه .. ولو ان يقرأ في ركعة بآيات من سورة وفي ركعة بآيات من سورة اخرى ....

واقل القيام ركعتان ولا حد لأكثره ، وركعتان متقنتان مصحوبتان بخشوع وإخلاص وتلذذ وانكسار ...افضل من مئة ركعة خالية من تلك الحقائق والمعاني .... فالعبرة بالنوع والكيف لا بالكم والكثرة.

والقيام في البيت أفضل لمن قوي عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :" فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ"رواه البخاري ومسلم
وفي المدونة للإمام مالك:
"قَالَ: وسألت مالكا عن قيام الرجل في رمضان أمع الناس أحب إليك أم في بيته ؟ فقال: إن كان يقوى في بيته فهو أحب إلي، وليس كل الناس يقوى على ذلك، وقد كان ابن هرمز ينصرف فيقوم بأهله، وكان ربيعة وعدد غير واحد من علمائهم ينصرف ولا يقوم مع الناس، قال مالك: وأنا أفعل مثل ذلك".

ويكره ان يجهد نفسه في القيام خشية السآمة والملل ؛ لأنه إذا سئم عبادة ربه سئم الله اعماله ، و لذلك علينا ان نأخذ من الأعمال ما نطيق.

ويكره القيام المؤدي إلى تعطيل الواجبات والتفريط فيها ، كالتفريط في الوظائف العامة التي هي من فروض الكفايات ، فالقيام بها على الوجه الأكمل افضل من قيام الليل بكثير.

وعليه أن يكثر من الدعاء والتضرع في سجوده وبعد سلامه من كل ركعتين ، وان يسأل الله خير الدنيا والآخرة ، لنفسه ولأهله وللإسلام كلهم ...
وعليه ألا يتحدث بقيامه وليتركه سرا بينه وبين ربه حتى يلقاه .

وإذا تكرمت على صاحب هذا المقال بدعوة خالصة ، فلك مثلها إن شاء الله ، وكان ذلك من دلائل جودك وكرمك ووفائك ....

ولا تنس الصلاة على حبيب القلوب عليه ألف صلاة وألف سلام ، وعلى آله الطاهرين ، وصحبه أحمعين.
والحمد لله رب العالمين


هناك تعليق واحد: