......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

روضة القرآن




مرحبا بكم أيها المؤمنون في حلقة جديدة من حلقات رياض الجنة ،  وروضة اليوم عنوانها : ( شهر رمضان شهر القرآن ) ففي هذا الشهر ، يقبل المؤمنون على كتابه الكريم تلاوةً واستماعاً ، وتدبُّراً وانتفاعاً ؛ فتحيا بتلاوته القلوب ، و تتهذب به الأخلاق وتصلح النفوس، وتتحقق به السعادة العاجلة والآجلة .
 وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قراءة القرآن، وكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن كله في رمضان فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"(البخاري (2981)، ومسلم (4268).  وفي العام الذي توفي فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دارسه جبريل - عليه السلام - القرآن مرتين؛ وهذا يدل على أهمية القرآن في هذا الشهر الكريم.
فللقرآن الكريم ارتباط وثيق بهذا الشهر منذ نزله ، قال تعالى : "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" ، و قال تعالى : " إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر"ِ .
ولما كان رمضان هو شهر القرآن  كان السلف الصالح يجتهدون اجتهادا عجيبا في قراءة القرآن في رمضان،  فلم يكونوا يشتغلون فيه بغيره .
 فقد كان عبد الله بن مسعود يختم القرآن في رمضان في ثلاث، وفي غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة، وكان الأسود يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين، وينام فيما بين المغرب والعشاء، وكان يختم فيما سوى ذلك في ستة. (لتفسير من سنن سعيد بن منصور (1/24).
وكان ثابتاً يختم القرآن في كل يوم وليلة في شهر رمضان. (البيان في عد آي القرآن (1/327).
 وكان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه، فيصلّى بهم، فيقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختمٍ دعوةٌ مستجابة" (النشر في القراءات العشر (2/500).
 وكان الشافعي يختم القرآن ستين ختمة في صلاة رمضان (حلية الأولياء (9/134).
 وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا دخل رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا دخل العشر ختم كل ليلة مرة. ( قيام رمضان لمحمد بن نصر المروزي (1/86).
أيها الأخوة الكرام:
هكذا كان حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه  رضي الله عنهم ، والتابعين من بعدهم مع القرآن في رمضان، وهم من هم في الفضل، فأين نحن مما كانوا عليه ؟ 
و لا يخفى عليكم أيها المؤمنون ما في تلاوة القرآن من الأجر العظيم ، والفضل الكبير ، فقد مدح الله  التالين لكتابه  بقوله تعالى: " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ".
وقال رسول صلى الله عليه وسلم : "إن لله آهلين قالوا من هم يا رسول الله قال " أهل القرآن وخاصته"( رواه ابن ماجه وصححه الألباني) .
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" ( رواه مسلم). 
 وقال صلى الله عليه وسلم : "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ"(أخرجه أحمد)
 وقال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، ولا يعوج فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكلِّ حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول ألم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر "(رواه الحاكم وصححه).

 فأنت أخي المسلم حينما تقرأ (ألــم) عندك 30 حسنة × 10 = 300 حسنة ، 
وعدد حروف القرآن: (320,015) (ثلاثمائة وعشرون ألفا وخمسة عسر حرفا) ×10=[3,200,150] (ثلاثةُ ملايين ومائتا ألفٍ ومائةٌ وخمسون حسنةً] ×10= [32,001,500] [اثنان وثلاثون مليوناً وألف وخمسمائة حسنة] وذلك عند كل ختمة للقرآن الكريم.
والله يضاعف لمن يشاء لاسيما في رمضان .. فلا تتردد .. ولا تنس أن نجاتك يوم القيامة متوقفة على ثقل موازينك بالحسنات .. وأن الحسنات يذهبن السيئات .. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى .. و ليس له مما سعى إلا ما قد نوى
 ‏ 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق