......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 3 يونيو 2016

الوسائل الحسان للظفر بفضائل رمضان



تمهيد
الحمد لله حق حمده ، والحمد لله الذي بحمده يبلغ ذو القصد تمام قصده ، وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد/ فعنوان هذه المداخلة هو : ((الوسائل الحسان للظفر بفضائل رمضان)) وقبل الشروع في بيان تلك الوسائل ، لا بد من التذكير بفضائل رمضان التي يسعى كل مسلم للظفر والفوز بها :
فرمضان هو سيّد الشهور، منّ الله به على هذه الأمة ، نهارُه صيام وليله قيام، وفيه العشر الأواخِر و هي أفضلُ اللّيالي، وفيه ليلة القدرِ العبادةُ فيها أفضلُ من عبادةِ ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وهو شهرٌ يضاعَف فيه ثواب الطاعات، وتكفَّر فيه السيّئات، وترفَع فيه الدرجات، لله فيه نفحات، من تعرّض لها لم يرجِع خائبًا محرومًا، ومن طلبَها نالها، ومن أعرض عنها خسِر نوالها. وشهرُ رمضان صيامُه وقيامه سببًا لمغفرة الذّنوب ورفعِ الشّدائد و دفع الكروب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صَام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه)) رواه البخاري و عند أحمد: ((وما تأخّر))  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم ((من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه)) رواه البخاري ومسلم،  وعن عبادةَ بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبِه وما تأخّر)) رواه أحمد والطبراني
وفضائلُ شهر الصّوم كثيرة أكثر من أن تحصى ، وحسبه في الفضلِ أنّ الله تعالى أنزل فيه القرآنَ العظيم ، وجعله زمنًا للصّوم الذي هو سرٌّ بين العبد وبين ربِّه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قال الله تعالى: كلّ عمل ابنِ آدم يضاعَف، الحسنةُ بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعف، قال الله تعالى: إلاّ الصوم، فإنّه لي، وأنا أجزي به، يدَع شهوتَه وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطرِه، وفرحة عند لقاءِ ربّه، ولَخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك)) رواه البخاري ومسلم
ولأجل ألا نحرم من هذه الفضائل وغيرها ، ينبغي أن نجتهد في تطبيق  الوسائل الآتية :
الوسيلة الأولى: الاجتهاد في إزالة القسوة من القلوب قبل حلول رمضان.
أيها الإخوة : القَلْبُ هو ملك أَعْضَاءِ الإِنْسَانِ ، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح وصلحت الأعمال  ، وإذا زاغ انحرفت  الجوارح وفسدت الأعمال ، وَللقُلُوبِ حَيَاةٌ كَحَيَاةِ الَأجسَادِ  بَلْ أَعْظَمُ ...َو لَهَا أَمْرَاضٌ كَأَمْرَاضِ الَأجسَادِ بَلْ أخطر... وَعَلَى قَدْرِ حَيَاةِ القَلْبِ تَكُونُ حَيَاةُ الجَسَدِ وَالرُّوحِ وصحتهما ، وَبِقَدْرِ فَسَادِ القَلْوب يكون َفَسَادُ الرُّوحِ وَالأَعْمَالِ معا.
وَأَعظم أَمْرَاضِ القُلُوبِ وَأَشدها خطرا : مَرَضُ القَسْوَةِ ، وصاحب القلب القاسي موعود بالويل ، وهو : الهلاك ، قال تعالى : " أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " [الزمر: 22]. قَالَ مَالِكُ بنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ: "مَا ضُرِبَ عَبْدٌ بعُقُوبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ قَسْوَةِ قَلْبٍ، ومَا غَضِبَ اللهُ عَلَى قَوْمٍ إِلاَّ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قُلُوبِهِم".
ومشكلتنا اليوم – أيها الإخوة - أننا نعاني من هذا المرض الخطير ، وواقعنا خير شاهد على ذلك :
1- نحن نقرأ القرآن ويقرأ علينا القرآن فلا نخشع و لا نتأثر ! وأين نحن من قوله تعالى : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " [الزمر: 23]. قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ: "هَذَا نَعْتُ أَوْلِيَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، بأَنَّهُم تَقْشَعِرُّ جُلُودُهُم ، وَتَبْكِي أَعْيُنُهُم ، وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم إِلَى ذِكْرِ اللهِ...." ولقد كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يبكي عند تلاوته للقرآن ، وقرأ عليه ابن مسعود مرة ففاضت عيناه ، وكذلك كان أصحابه ، فأي الفريقين أحق بالبكاء هم أم نحن ؟؟؟؟؟؟؟
2- في كل يوم ندفن موتانا ، ومع ذلك لا نتعظ و لا نتأثر ، وكأننا لسنا معنيين بهذا المصير !  وقد ثبت عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم انه بكى عند قبر سعد بن معاذ حتى ابتلت لحيته ....
وإذا لم تلن قلوبنا عند سماع القرآن ، وعند دفن موتانا ، فمتى ستلين هذه القلوب التي صارت كالحجارة أو أشد قسوة ؟؟؟؟؟
أقول لكم بصراحة - والكلام موجه لنفسي قبل أن يوجه إليكم - : أنه لن ينفعنا أي عمل في رمضان ما دامت قلوبنا على هذا الحال؛ ولأجل ذلك جعلت هذه الوسيلة أولى الوسائل للظفر والفوز بما في رمضان من الفضائل .
فلنشرع من الآن في معالجة مرض القسوة ، فبماذا نعالج هذه القسوة ؟
1-   الرحمة والإحسان . قال صلى الله عليه وسلم: "إِنْ أَرَدْتَ يلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِم الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ" (رواه أحمدُ) انظروا كم عندكم من الأرامل والأيتام والمساكين ، فهل وضعتم ضمن برنامجكم في هذا الشهر الفضيل أن تخصصوا جزءا من أموالكم لمساعدة هؤلاء ؟؟ رمضان شهر الرحمة ، وكبف يرحمكم الرحمن وأنتم لم ترحموا عباده ؟! وأنتم تعلمون أن الجزاء من جنس العمل.
2- الإكثار من تلاوة القرآن مع التدبر . قال الله تعالى : "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا "[الأنفال: 2]. فِكتاب اللهِ هو خَيرُ مَا تَرِقُّ بِهِ الأَفْئِدَةُ وتَخْشَعُ لَهُ القُلُوبُ.
3- الإكثار من ذكر الله . "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [الرعد: 28]
4- عدم الإكثار من الكلام. " لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيرِ ذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلاَمِ بِغَيرِ ذِكْرِ اللهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي" رواه الترمذيُّ ومالكٌ.
5- ذكر الموت. وهذا من أعظم الأسباب المزيلة للقسوة من القلوب ، جاء في الحديث : "إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد قيل وما جلاؤها يا رسول الله ؟ قال : تلاوة القرآن وذكر الموت " أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث ابْن عمر بِسَنَد ضَعِيف.
 6-وقيام الليل. قال الحسن : " التمسوا حلاوة الإيمان عند ثلاث : تلاوة القرآن وذكر الموت وقيام الليل ، فإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق " كما قال ابن عطاء : ربما فتح لك باب العمل وسد عليك باب القبول .
7-  الإكثار من الدعاء . فإن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف ما يشاء ؛ وَلِهذَا كَانَ مِنْ أَ دُعَائه صلى الله عليه وسلم: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ" (رواه الترمذيُّ وحسَّنه وأحمدُ)
الوسيلة الثانية : الحرص على سلامة الصدر
قال ابن القيم رحمه الله : " القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح ، والكبر وحب الدنيا والرئاسة ، فسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خيره ، ومن كل شهوة تعارض أمره ................ " فهذه آفات خطيرة من أعظم مفاسدها أنها تحرم صاحبها من الظفر بالمغفرة ، فقد جاء  في الحديث " تفتح أَبْوَاب الْجنَّة يَوْم الاثنين وَيَوْم الْخَمِيس، فَيغْفر لكل عبدٍ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا إِلَّا رجل كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء، فَيُقَال انْظُرُوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا، أنظروا هذَيْن حَتَّى يصطلحا " رواه مسلم.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على سلامة قلبه فكان يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ: ((...وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا...)) [النسائي:1287 عن شداد بن أوس].
وكان يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن مسعود: ((لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ)) [أبو داود، الأدب: 4218].
فسلامة الصدر من أنواع الشحناء كلِّها من أفضلِ الوسائل التي ينبغي أن نستعد بها لاستقبال هذا الشهر الفضيل ، وقد سئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ فقال: " كل مخموم القلب صدوق اللسان" ، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقيّ الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"روى ابن ماجه.
فافتحوا – أيها الإخوة - صفحة جيدة للتصافي والتسامح في مقتبل هذا الشهر ، واعلموا أن الجنة التي تناضلون من أجلها ، إنما أعدها لذوي الصدور السليمة والقلوب الطاهرة النقية ، ((سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))  (آل عمران134 )
الوسيلة الثالثة : مضاعفة الجهد لشحن الموازين بالحسنات في رمضان
نجاتنا يوم القيامة متوقفة على ثقل موازيننا بالحسنات ،  نحن كلنا نرتكب السيئات ، لكن الشارع الحكيم المعهود من تصرفاته انه يقيم أحكامه على الغالب الأعم ، فمن غلبت حسناته سيئاته فقد نجا ، قال تعالى :" وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ " (الأعراف 9) وشهر رمضان فرصة ثمينة لشحن موازيننا بالحسنات ؛ لأنه شهر تضاعف فيه الأعمال ،  فلنكثر فيه من قراءة القرآن ، وقيام الليل ، والصدقات ، وبر الوالدين ، والإحسان إلى الخلق ...............................
فبإمكان أحدنا أن وفقه الله أن يخرج من رمضان بملايين الحسنات ، وإذا وفقك الله لذلك فحافظ على حسناتك ، فإن الله تعالى يقول : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " (الأنعام160) ووجه الاستدلال من هذه الآية : أن الباري قال من جاء بالحسنة ولم يقل من عمل حسنة ؛ لأن هناك من يعمل الحسنة ولكن لا يجيء بها يوم القيامة ، فهو قد ضيعها بالمن أو إذاية الناس ، ولذلك كانت المحافظة على الحسنة بعد عملها أصعب من عملها ابتداء.
الوسيلة الرابعة: العمل على التخلص من العادات السيئة في رمضان
فعلى المسلم أن يعقد العزم من الآن على التخلص من كل عادة سيئة ألفها في حياته ، كآفة الإدمان على التدخين ، وآفة سهر الليل كله ونوم النهار، والتي توجد عند كثير من الشباب إلا مَنْ رحم الله ؟ وآفة كثرة الجلوس في المقاهي ، وآفة الاستماع إلى الأغاني ، وآفة الإكثار من الأكل ، وآفة فضول الكلام ، ومن أعظم الآفات هجران القرآن الكريم .....فالفرصة متاحة أمامك أخي المسلم للتخلص من تلك الآفات وغيرها ، والتي تعتبر كلها مضيعة للعمر فيما لا يرضي الله تعالى ، و لاشك أننا سنسأل يوم القيامة عن أعمارنا فيما أفنيناها .
الوسيلة الخامسة: اجتناب ما يفوت الحكمة من الصيام
فالله تعالى شرع صيام شهر رمضان تزكية للنفوس، وتحقيقاً للتقوى، وتنقية للنفس من الأخلاق الرديئة قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (البقرة: 183 )
فقوله تعالى : {لعلكم تتقون}؛ " لعل" للتعليل؛ ففيها بيان الحكمة من فرض الصوم؛ أي تتقون الله؛ هذه هي الحكمة الشرعية التعبدية للصوم؛ وما جاء سوى ذلك من مصالح بدنية، أو مصالح اجتماعية، فإنها تبع لهذه الحكمة ، وإذا لم نرتق إلى هذه الدرجة في رمضان فلن نبلغها في غيره أبدا ،  ولهذا لا بد من الاحتراز الشديد مما من شأنه أن يفوت علينا هذه الحكمة ، كتغليب الجوانب المادية على الجوانب الروحية ، و كالإمساك عن المأكولات الطيبة والإفطار عن المحرمات ، من غيبة ونميمة ، ونظر إلى الأفلام والمسلسلات الخليعة ....فكل هذا يفوت علينا الحكمة من الصيام ، وفي الحديث :" " من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فَلَيْسَ لله حاجةٌ فِي أَن يدع طَعَامه وَشَرَابه " رواه البُخاري 1903
الخاتمة
فاستعدوا يا إخواني لاستقبال رمضان بطاعة الرحمان وهجر العصيان
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعــبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضاً شهر عصــــــــــــــــــــــيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً فإنه شهر تسبيح وقــــــــــــــــــــــــــــــرآن
واحمل على جسدٍ ترجو النجاة له فسوف تضرم أجساد بنـــــــــــــيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ من بين أهل وجيران وإخــواني
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حياً فما أقرب القاصي من الـــــداني
************************************************
غدًا توفى النفوس ما عملت ... ... ويحصد الزارعون ما زرعــوا
إن أحسنوا  أحسنوا ا لأنفسهــم ... ... وإن أساءوا فبئسما صنعــــوا
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في الأقوال والأفعال ، وأن ويفقنا في هذا الشهر للتزود بصالح الأعمال ، وأن يتقبله منا بمحض فضله ومنته وكرمه ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

هناك تعليقان (2):

  1. أحمد من ولاية عين الدفلى9 يونيو 2017 في 4:18 ص

    بارك الله فيك "الشيخ العيد" زادك الله علما على علم ووفقك لما يحب ويرضى

    ردحذف
  2. بارك الله فيكم شيخنا

    ردحذف