......................................................................... ..... ..................................كل الحقوق محفوظة لمؤلف المدونة

بحث في هذه المدونة

الاثنين، 29 أغسطس 2016

احذروا المرجفين في مواقع التواصل الاجتماعي

- لما انتصر الشعب المسلم على الانقلابيين في تركيا ، وفرح المسلمون بهذا الانتصار ، يحدوهم في ذلك قوله تعالى : " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ".
خرج دعاة الفتنة كعادتهم يبثون الأراجيف ، واغتنموا الفرصة ليربطوا بين الطعن:
في (أردغان) الذي غاضهم انتصاره على مشروع الصهيونية ، وساءهم بقاء دولته مستقرة ؛ وصدق الله إذ يقول: ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ).
وبين الصحابي الجليل سيدنا (معاوية) رضي الله تعالى عنه - ينطبق عليهم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في مبغض الصحابة :
" ... ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد أذاني، ومن أذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه " ( رواه البخاري في التاريخ الكبير (5/131).
- والربط بين أردغان ومعاوية ينم عن عقيدة طائفئية مقيتة ، وهو شهادة من هؤلاء لأردغان بأنه على السنة الواضحة الغراء ، والحق ما ڜهدت به الأعداء.
- ولما كان هذا الإرجاف من أخطر الآفات التي تفرق الجماعات ، و تدمر المجتعات ، وتبعث الارتياب ف نفوس المؤمنين والمؤمنات ، فقد حذر منه القرآن المجيد ، وكشف عن مواصفات أصحابه ؛ ليتوقى المؤمنون شرورهم ، فقال تعالى :
 " لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَ ( الْمُرْجِفُونَ ) فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا".
والإرجاف في اللغة :
يراد به الاضطراب الشديد ، فيقال: رجفت الأرض إذا تزلزلت ، ورجف البحر إذا اضطرب...
و في الاصطلاح:
يراد به بث ونشر الأخبار السَّيِّئَةِ المثبطة للعزائم ، والمفسدة للنيات ، بغرض إحداث الاضطراب وزعزعة الثقة والأمن والإيمان في نفوس المؤمنين والمؤمنات.
والعلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي :
انه لما كان الخوض في الأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ يحدث اضطرابا في المجتمع ، و يزعزع أمنه واستقراره ؛ عبر القرآن عنه بالإرجاف ؛ لأنه يحدث رجفة - اضطرابا - في المجتمع .
والغاية من الإرجاف:
إضعاف المسلمين و زرع اليأس في صفوفهم ، وعرقلة مشاريعهم الخيرية ، بنشر الأخبار الكاذبة والإشاعات الهدامة ، فهو أحد أنواع الحرب النفسيَّة التي يمتطيها المرجفون من لدن زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا و إلى يوم الدين.
والْمُرْجِفُونَ :
عادة ما يكونون أشخاصا ذوي أغراض دنيئة عجزوا عن تحقيقها في حياتهم ، فلا يجدون ما يعبرون به عن فشلهم إلا القيام بالإرجاف ؛ لينفسوا به عن غيظهم وحسدهم وحقدهم الدفين...
ومن صفات المرجفين
- 1الفرح بالمصائب التي تنزل بالمسلمين: ( وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا) [ آل عمران120]
فإذا رأوا مصيبة تنزل بمسلم فرحوا واطأنت بها قوبهم...
- 2 ترصد العثرات و تتبع العورات ، حتى إذا رأوا فرصة سانحة ، طاروا بها فرحا وطيروها ؛ حتى تبلغ الآفاق ، كما فعلوا في حادثة الإفك التي ذكرها لنا القرآن العظيم .
- 3 إثارة الفرقة والترويج للفتنة كما قال الله تعالى: " لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين" (لتوبة:47].
فانظروا إلى قوله تعالى  (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين) فقد سمى الله السماعين للمرجفين بالظالمين ، فالسماع لهم ظلم ؛ ومن هنا كان اعتزال الطائفة المرجفة و هجرها من أوكد الواجبات و أعظم القربات.
- 4 الكذب في قراءة الأحداث وتزوير الحقائق و نشر الأكاذيب ، كقولهم بأن أردغان هو من دبر الإنقلاب ؟؟
و لو كان ذلك صحيحا فلماذا فرح بالانقلاب اسيادكم ...؟؟
ولكن ليس غريبا على من زوروا الحقائق الشرعية أن يزوروا الأحداث السياسية.
موقف المؤمنين من آفة الإرجاف والمرجفين ؟
- 1 أول ما يجب على المؤمن نحو هذه الآفة أن يدرك خطورة الكلمة ، فالكلمة ربما تودي بصاحبها إلى النار مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً ".
- 2 أن يتثبت من الخبر و أن يمحصه قبل نقله وإشاعته بين المسلمين ، عملا بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (الحجرات:6).
- 3 ألا يتشبه بالمرجفين والمثبطين لكي لا يصيبه ما أصابهم من الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى .
 - 4أن يعامل المرجفين بما أمر الله في كتابه ، حيث قال تعالى :" أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا " ﴿ النساء 63(.
أي علم الله أن ما في قلوبهم خلاف ما في ألسنتهم ، فهم يكذبون و يزرون الحقائق؛ و لذلك أمر الله بالإعراض عنهم ، و أمر بوعظهم بالقول البليغ ، و هو : ما فيه زجر وردع وتأنيب لهم ، لعلهم ينتهون عن إرجافهم .
- 5 وعلى المؤمن أن ينشر المبشرات في مقابل الأراجيف ، لتدوم الثقة في نفوس المؤمنين والمؤمنات ..
- 6 وأن يثبت المؤمن على عقيدته ومبادئه وألا يلتفت إلى أراجيف المرجفين ، مستحضرا قول الله تعالى في شأن المرجفين:
" إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ"( آل عمران:120).
فمن أهم أهداف المرجفين تثبط العزائم والمعنويات ، وإذا فشل المؤمن وتأثر بإرجافهم فقد ساعدهم على تحقيق أهدافهم الدنيئة.
و مادام المؤمن مطمئنا إلى الفكرة التي تملأ عقله والى الإيمان الذي يعمر قلبه.. فلن يعرف الفشل إلى نفسه سبيلا ، و لن تزحزحه العواصف العاتية عن موقفه ... بل لا عليه أن يقول لمن حوله: ( اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من ياتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم (

فبهذه اللهجة المقرونة بالتحدي و بتلك الثقة النابعة من الإيمان الراسخ ينبغي أن يواجه المؤمن المرجفين والمغرضين غير عابئ بأراجيفهم مهما روجوا لها .

هناك تعليق واحد: