قال صلى الله عليه
وسلم : "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"
هذا حديث مشهور كثيرا
، وهو متفق على صحته ، ولكن من الخطأ أن نقصره على معرفة أحكام الطهارة ..والصلاة
.. ونحوهما.. كما هو شائع بين الناس في مفهوم الحديث ...
فكلمة ( الدين) كلمة
جامعة .. وشاملة .. تشمل العبادات والمعاملات ..كما تشمل العقائد .. والأخلاق
والسلوك .. وكلمة فقه تعني: ( الفهم العميق للأشياء(
من الفقه في الدين :
أن تعلم أن الله لا يحرم شيئاً فيه خير للإنسان، ولا يأمر بشيء فيه شر للإنسان ..
لأن الله هو الخبير ،
فهو أعلم بسلامة وسعادة عبده ، فإذا حرم شيئاً فيجب أن نوقن يقيناً قطعياً أن هذا
الشيء فيه مضرة .. قد تكون عاجلة وقد تكون آحلة .. قد يدركها الانسان وقد لا
يدركها .. ولكنها موجودة قطعا....لأن المحرمات كلها مفاسد ...كما أن المأمورات
كلها مصالح ...
تأمل هذه القصة
الطريفة:
مرة وقع حوار بين
عالم غربي هداه الله إلى الإسلام ، وبين أستاذ من المشرق .. وكان الحوار بينهما
حول لحم الخنزير...
فأطنب الأستاذ
المشرقي في الحديث عن مضار الخنزير ... و عن الدودة الشريطية ... وغير ذلك ..؟
و لكن العالم الغربي
كان أكثر فقها في الدين .. وأكثر إدراكا لحقيقة العبودية لرب العالمين .. فقال
للأستاذ الذي يحاوره :
يا أستاذ ؛ يكفي أن
تقول لي: إن الله حرمه.
نعم ، فلو قال لك
الطبيب - المختص في أمراض القلب- : " أن الملح لا يناسبك" فهل يخطر
ببالك أن تناقشه ؟ طبعا لا !!
فكيف تثق بعلم وخبرة
مخلوق مثلك و تستسلم لأوامره .. وتنفذها دون مناقشة !!
ثم تعصي الله ؟!
وترتكب المحرم الذي نهاك عنه ؟!
إذن : فقمة الفقه في
الدين أن تعلم قبح المعصية ودناءتها وقذارتها وسوء عاقبتها .... وأن الله ما حرمها
ونهاك عنها إلا لأجل صيانتك وحمايتك .. وحفظ كرامتك وإنسانيتك .. وليس حجرا لحريتك
أو تقييدا لرغباتك ..
فلو وجدت لوحة كتب
عليها:ممنوع
المرور من هنا يوجد حقل ألغام
فهل ترى أن هذه
اللوحة تقييدا لحريتك ؟ أم تراها ضماناً لسلامتك؟
لأجل ذلك فلن تكون
فقيهاً حتى ترى أن كل شيء حرمه الله عليك ليس تقييدا لحريتك، بل هو ضمان لسلامتك
.. في الدنيا والآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق