بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الواحد الأحد ذي الجلال والإكرام ، المبين لعباده على لسان رسله شرائع الأحكام
من واجب وحلال وحرام ، وكلفهم بالوقوف عند حدودها واتباع أوامرها واجتناب
نواهيها تكليفاً لا انفصال لهم عنه ولا انفصام ، وأمر رسله وورثتهم من خلقه بتنفيذها
بين عباده ليرتفع الظلم والفساد والهرج والعناد تنفيذاً لا يشوبه حيف في إقامة
الحق بين ذوي الخصام ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد قطب دائرة الكونين المؤيد
بالوحي والإلهام ، وعلى آله وأصحابه الذين مهدوا للدين من بعده فاستنار الحق
واستقام وقاموا بالشريعة المطهرة أحسن قيام .
وبعد :
فإن جماعة من طلبة أساتذة التعليم القرآني - بالمعهد الوطني للتكيون المتخصص /
بالتلاغمة - قد سألوني مرات عديدة أن أعد لهم مذكرة في الفقه المالكي وفق مقررهم
الدراسي ، على غرار مذكرة الأستاذ حامد في علم النحو ؛ فأجبتهم لذلك مستعينا
بالله تعالى ، وقد هيكلت هذه المذكرة وفق الحصص الدراسية المقررة على طلبة السنة
الأولى ، وأدخلت عليها بعض التعديلات المنهجية لتتفق و معايـير البحث العلمي ،
وتوخيت فيها الدقة والإيجاز من غير إخلال ، وعمدت إلى ربط
المسائل بدلائلها ورد الفروع إلى أصولها ما وسعني الجهد ،
كما يسرت على مريدي التوسع الرجوع إلى أهم المصادر والمراجع بالتوثيق
للمنقولات من النصوص ، وما عملي في ذلك إلا جمع وترتيب
وشرح وتوجيه لما كتبه العلماء الأجلاء ، جزاهم الله عنا خير
الجزاء ، فما وجد فيها من صواب فهو من الله وحده ، وما وجد فيها من نقص أو خلل فهو
مني وأنا أهله ، وأسأل الله تعالى أن يكتب لها القبول وأن ينفع بها
أبناءَنا الفضلاء وبناتِنا الفضليات ، الذين نرجو من الله تعالى أن يجعل
منهم نورا يسري في كيان هذه الأمة و ربوع هذا الوطن العزيز ، ورجاي من
كلِّ واجد مقصدَه فيها ألا يحرمني من صالح دعائه ، فإنا كما قال القائل:
كتبتُ
وقد أيقنتُ يوم كتابـــــتي *** بأن يدي
تفنى ويبـقى كـتابــُها
فان
كتبت خيرا ستُجزى بمثله *** وإن كتبت
سوءا عليها كتابـُها
العيد
بن زطة
التلاغمة في يوم: الثلاثاء / 05 / ربيع الأول /1415هـ الموافق
ل : 07 / جانفي/2014م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق