ذهب بعض أهل
العلم إلى أن قطرة العين لا تفطرا لصائم؛ لأن حجم هذه القطرة يسير فيعفى عنه كالقدر
المعفو عنه مما يتبقى من آثار المضمضة ، وقالوا أيضا أن هذه القطرة أثناء مرورها
في القناة الدمعية تُمْتَصُّ جميعها ولا تصل إلى الحلق، وأما يجده المريض في فمه من طعم القطرة ، فهو ليس بسبب وصولها إلى
الحلق ، وإنما لكون اللسان هو آلة التذوق الوحيدة ، فعندما تمتص هذه القطرة تذهب
إلى مناطق التذوق في اللسان ، فتصبح طعماً يشعر بها المريض.[1]
وذهب المالكية[2] ، والحنابلة[3] إلى أن العين
منفذ إلى الحلق كالفم والأنف ، فإن اكتحل الصائم ووجد طعم الكحل في حلقه فقد فسد
صومه ، والطب الحديث يؤيد هذا الرأي حيث أثبت أن هناك قناة تصل بين العين والأنف
ثم الحلق .
وعليه فالقول المختار
أنه متى وجد الصائم طعم قطرة العين في حلقه فقد أفطر ولزمه القضاء ، وإن لم يجد
شيئا فصيامه صحيح و لا قضاء عليه .
والله وحده أعلى وأعلم بالصواب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق